"من عرف لغة قوم أمن مكرها" لذا فإن دراسة العدو في كافه دقائق العلمية والاجتماعية والثقافية تمثل فريضة دينية مادمنا نواجه قوماً يحاربون فيناً ديننا وينطلقون من منطلقات عقدية ويسعون لتحقيق نبواءات دينية. وهو أمر لا يخفونه وأنما نتحاشي نحن مواجهنه. والحق الذي هو أوضح من الشمس أننا لا نسعي كثيراً لأداء هذه الفريضة وإذا كتبنا عن العدو تأتي كتاباتنا مما يكتب عنهم في صحفنا وكتبنا ومن تراثنا ولا يسعي إلا القليل منا لمعرفه حقيقة العدو من داخله ومن واقع صحفة وكتبه وحياته. لذا يأتي كتاب "جريمة اغتيال الأسري المصريين" لمؤلفه الدكتور عبدالرازق سيد سليمان من الأهمية بمكانه لانه لم يسر علي منهج الاكثريه وهو الكتابة عن العدو مما يسربه العدو للصحف الأجنبية أو مما ينشر لدينا أو تنقله وكالات انباء ولاؤها للغرب وانما قدم لنا كتابا من واقع الأدب العبري الذي ينصح بمشاعر الصهاينة ورؤاهم ونظرتهم للعرب ونظرتهم لجرائمهم الحربية التي اقترفوها في حق جنودنا علي مدي عده حروب وتزداد أهمية الكتاب لأنه جاء بقلم رجل له خبرة واسعة بالصهاينة فهو متابع جيد لمعظم انتاجهم العلمي الذي يتناول آثار الاحتلال الصهيوني للأرض العربية وعمليات الابادة الممنهجة والخطط المستقبلية لتهويد الأرض العربية. الكتاب جاء في بابين تضمن كل باب ثلاثة فصول بدأت بقضية الأسري وحرب الاستنزاف وأكتوبر في الأدب الإسرائيلي وكذلك الثغرة في حرب أكتوبر برؤية الأدب الإسرائيلي وحرب الاستنزاف ودورها في كسر شوكه الجندي الاسرائيلي وآثار حرب أكتوبر ونزوح الصياريم. ومعاهده السلام والتخلي عن سيناء والمزج بين الواقع والخيال حول امتلاك اسرائيل للقوة الخارقة وحرب لبنان 1982 ورؤية جديدة لصورة الفلسطيني في الأدب الاسرائيلي وعادات وتقاليد العرب والبدو في سيناء والعلاقة بين يهود الشتات واسرائيل والزواج المختلط. ومن هو اليهودي والاغتراب الوجودي للشخصية الاسرائيلية والاحساس بعدم الأمان في اسرائيل ورفض التاريخ اليهودي. تحت عنوان الاغتراب الوجودي للشخصية الاسرائيلية يذكر المؤلف من ضمن معاني الاغتراب بأنه فقدان الاحساس بالنفس وأعراضه الشخصية تنحصر في القلق فالشخص الذي يشعر بالاغتراب يعتبر نفسه سيئا وأن الآخرين أسوأ منه ويعاني من آلام عصابيه حسب درجة اغترابه. ويقول: اذا كانت العزلة تعد مظهراً من مظاهر الاغتراب فإن اليهود مغتربون بطبيعتهم وباختيارهم منذ القدم سواء بشعورهم أنهم شعب متميز او بمشاعر أخري يأصلونها في أنفسهم تجاه الآخرين. والكتاب يقدم صورة صادقة لا يعرفها أكثرنا لمجتمع شديد التناقض والكراهية للآخر بل والكراهية لنفسه