* كانت دور العلم دائماً وأبداً علي مر العصور التاريخية مثار فخر واحترام الكثيرين. وكان ينظر إلي المترددين علي هذه الدور نظرة توقير وإجلال لما يتسمون به من حُسن خُلق. وقيمة كبيرة بين ذويهم. وأقرانهم.. وبالفعل كانوا هم كذلك يمثلون القدوة وسط مجتمعهم الذي يعيشون فيه. * ومع تطور المجتمعات علي مر العصور أنشئت المدارس بمختلف أنواعها والجامعات كذلك.. كانت في بداياتها تضم أبناء الصفوة في المجتمعات.. وخاصة تلك الفترة التي سبقت ثورة يوليو عام ..1952 فقد كانت هذه المدارس وتلك الجامعات تقدم تعليماً نموذجياً.. بحيث يتخرج الطالب فيها. وقد ألم إلماماً كبيراً بمختلف العلوم والمعارف. * وبعد ثورة يوليو اتسعت الرقعة التعليمية. وزاد عدد دور العلم. خاصة الجامعات التي لم تعد تقتصر علي القاهرة فقط. بل امتدت لتشمل معظم محافظات الوجهين القبلي والبحري.. مع هذا التزايد قلت "جودة" المنتج العلمي لدي الأساتذة والطلاب معاً. فصار خريج الجامعة لا يسعي سوي للحصول علي مجرد "شهادة" ورقية يزين بها جدران بيته فقط. لا تسمن ولا تغني من جوع. * ثم يأتينا "ثالثة الأثافي" وهو ما تناولته أجهزة الإعلام المختلفة علي مدي الأيام القليلة الماضية من وصول أعمال البلطجة إلي ساحات الحرم الجامعي. والتي بدأت بالأحداث المؤسفة في جامعة المنصورة التي أدت إلي إصابات عديدة بين الطلبة. سرعان ما انتقلت عدوي البلطجة إلي جامعات أخري: القاهرة. وعين شمس. وحلوان.. إلخ. * ولكن كانت الطامة الكبري في جامعتي الأزهر وعين شمس.. فالطالب الأزهري مثلاً المفترض فيه أنه القدوة والنموذج أن يصل به الحال لأن يحاول اقتحام مقر المشيخة. بل ويندد بالدكتور الطيب. شيخ الأزهر.. ذلك العالم الجليل.. بل يتعدون بالقول علي رئيس الجامعة.. أمور لا تليق بحال من الأحوال بطالب أزهري. طالما نظر إليه المجتمع بأسره نظرة تقدير واحترام. * أما ما حدث في جامعة عين شمس. فحدث عنه ولا حرج. فقد امتدت أعمال البلطجة داخل الحرم الجامعي علي مدار عدة أيام وصلت ذروتها بمحاولة الاعتداء علي الدكتور حسين عيسي رئيس الجامعة ومحاصرة قصر الزعفران بأي منطق. بل بأي أخلاق يسمح هؤلاء الطلبة لأنفسهم بمجرد التعرض لقامة رئيس الجامعة. بل الأعجب في الأمر أن يخرج أحد هؤلاء الطلاب علي المشاهدين في أحد برامج التوك شو الشهيرة علي قناة "دريم" لينفي جملة وتفصيلاً أعمال البلطجة التي ارتكبها رغم تصويره "فيديو" أثناء العدوان!! * تُري هل الحل الوحيد لإعادة الانضباط إلي الحرم الجامعي يكمن في عودة الحرس الجامعي من جديد. حتي يأمن أولياء الأمور علي أولادهم وبناتهم من البلطجة وهي الظاهرة المؤسفة علي الجامعات. * القرار في يد مَنْ يريدون استقراراً لمصر.