مديرية عمل الإسماعيلية تشارك في حفل «قد الحلم.. وأكبر» لتكريم ذوي الهمم    «الزراعة»: إطلاق 10 منافذ متحركة لبيع بيض المائدة ومنتجات الألبان بأسعار مخفضة    ارتفاع أسعار الذهب في مصر بقيمة 15 جنيهاً    كوارث ولقاءات سرية.. كيف قاد الفساد والعناد إلى انفجار «تيتان»؟    الجيش الأردني يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة محملة بواسطة طائرة مسيرة    «الصحة»: نتوقع انحصار حالات النزلات المعوية في أسوان خلال أسبوع    تنازل أسرة المجني عليهما في واقعة حادث الفنان عباس أبو الحسن    «صحة الشرقية»:استهداف تطعيم 534 ألفًا و202 طالب ضد الالتهاب السحائي    بعد إصابة تير شتيجن| التشيلي «برافو» يبدي استعداده لحراسة مرمى برشلونة    هالاند يفلت من العقوبة بعد قمة أرسنال    وزير الأوقاف: أسعى جدياً لإعادة قانون تجريم تصدر غير المختصين للفتوى    وزير الإسكان: نأخذ عينات من محطات مياه أسوان يوميا لتحليلها    السجن 15 عاما لمتهم بقتل شخص خنقا وسرقته في الإسكندرية    أول تعليق من سامو زين بعد تعرضه لأزمة صحية    بطائرة خاصة.. الأهلي يطير إلى السعودية الأربعاء المقبل استعداد للسوبر الإفريقي    وزير الصحة يكشف السبب الحقيقي للحالات المرضية في محافظة أسوان    رحلة منتدى شباب العالم.. من شرم الشيخ إلى منابر الأمم المتحدة|صور    في يومها العالمي.. لغة الإشارة ليست مجرد ترجمة للحديث المنطوق    العين الإماراتي: سننظم رحلات إلى مصر لحضور مواجهة الأهلي في كأس الإنتركونتنينتال    سيني جونة لدعم إنتاج الأفلام يعلن عن المشروعات المشاركة في الدورة السابعة    القاهرة الدولي للمونودراما يهنىء محمد سيف الأفخم لاختياره رئيسا فخريا للهيئة الدولية للمسرح    محمد صلاح يتواجد في التشكيل المثالي للجولة الخامسة في الدوري الإنجليزي    وزير المالية: فخورون بما حققناه جميعًا.. حتى أصبح البنك الآسيوي أسرع نموًا    وزير العمل: مصر لديها تشريعات ومبادرات للحماية الاجتماعية    الرئيس السيسي يهنىء قادة السعودية بذكرى اليوم الوطني    بيراميدز يكشف حجم إصابة محمد حمدي ومدة غيابه    جامعة الجلالة تحصل على الاعتماد الدولي IERS لبرنامج تكنولوجيا العلاج التنفسي    «أبو الغيط» يلتقي وزير العلاقات الخارجية في بنما    استقالة موظفى حملة المرشح الجمهورى لمنصب حاكم نورث كارولينا    قطع أثرية مقلدة.. رحلة مباحث القاهرة للإيقاع بعصابة المشاغبين الستة    حبس سيدة بتهمة سرقة رواد البنوك بزعم مساعدتهم    حكومة غزة: جيش الاحتلال ارتكب مجزرتين في مدرستين بمخيمي النصيرات والشاطئ    الجيش الإسرائيلي: ضرب أكثر من 300 هدف لحزب الله في لبنان حتى الآن    رابط نتيجة تقليل الاغتراب للمرحلة الثالثة 2024 والدبلومات الفنية فور إعلانها على الموقع الرسمي    تعيين وكلاء ورؤساء أقسام جدد بكليات جامعة بنها    إعلام إسرائيلي: حزب الله قد يضرب أهدافنا في تل أبيب.. ومستعدون للرد    مواجهة مشكلة المخلفات الزراعية بالتطبيقات الحديثة في الوادي الجديد    وزيرة التنمية المحلية تبحث تقنين أوضاع عيادات الأسنان على مستوى الجمهورية    محافظ المنوفية: مبنى التأمين الصحي الجديد أسهم في تخفيف الزحام والتكدس وصرف الأدوية    جامعة القاهرة تعلن برنامج ال100 يوم للقوافل التنموية التي تشارك بها في مبادرة «بداية»    مواعيد وقنوات عرض مسلسل تيتا زوزو الحلقة 3.. خلال ساعات    وفاة والد الإعلامية حياة عبدون .. موعد الجنازة والعزاء    منظمة خريجي الأزهر تناقش مكانة المرأة في الإسلام بورشة عمل للطلاب الوافدين    الأزهر للفتوى يوضح تواضع النبي الذي كان عليه    هكذا استعدت جامعة المنوفية لاستقبال الطلاب الجدد فى العام الدراسي الجديد    تشييع جنازة اللواء رؤوف السيد بمسجد الثورة بعد صلاة العصر    ضبط تشكيل عصابي نصب على المواطنين في القاهرة    طلائع كفر الشيخ ضمن معسكر «حياة كريمة» بمركز التعليم المدني في دمياط الجديدة    خلال 24 ساعة.. ضبط 30129 مخالفة مرورية متنوعة    علي جمعة: ترك الصلاة على النبي علامة على البخل والشح    المستشار الألماني يلتقي زيلينسكي وأردوغان ولولا في نيويورك    شعبة الأدوية توضح كيفية تحصل الأدوية الناقصة في السوق    ماذا قال محمد صلاح لأحمد فتحي بعد اعتزاله كرة القدم ؟    إصابة فى مقتل    تفاصيل عزاء نجل إسماعيل الليثي.. نجوم الفن الشعبي في مقدمة الحضور (صور)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 23-9-2024    حالة الطقس اليوم الاثنين 23-9-2024 في محافظة قنا    «قوم اطمن على رصيدك».. عطل فودافون يجتاح السوشيال ميديا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحداث جامعة عين شمس
نشر في اليوم السابع يوم 09 - 11 - 2010

جاءت الأحداث المؤسفة التى وقعت مؤخرا فى جامعة عين شمس لتسقط ورقة التوت الأخيرة عن الجسد الجامعى المتهالك، وتفضح عورات الواقع الجامعى الكئيب، وتؤكد أن كل المساحيق والأصباغ تعجز أن تخفى دمامة الوجه القبيح، ولذا لم يعد ممكنا ولا مقبولا ولا معقولا أن تستمر الممارسات الحالية فى الجامعة المصرية بعد أن بلغت درجة من التردى لا ينكرها إلا أرمد العينين، وبعد أن أطاحت بجامعاتنا الإحصاءات والتقارير العلمية والعالمية إلى خارج السياق الأكاديمى العالمى، وبعد أن انقطعت صلة المسخ الإدارى القائم بماضى الجامعة المجيد الزاهر فلم يعد لها منه غير صورة ناحلة ممسوخة.
وكيف يرضى وطنى مخلص بحال الجامعة المصرية الآن بعد أن هبطت من علياء أبراجها العاجية إلى عالم السلاسل والجنازير والمطاوى؟ وكيف يرضى مصرى أن يرى الممارسات الغريبة مثل تشجيع البلطجية وحمايتهم داخل الحرم الجامعى؟ وكيف ينظر الطلاب إلى رئيس الجامعة وأعوانه عندما يرونهم يقلبون الحقائق ويتسترون على من تحرشوا بالأساتذة وروعوا الطلاب بالجنازير وطعنوا بعضهم بالمطاوى، بل اعتدوا على رجال الصحافة وحرروا ضدهم البلاغات غير الصحيحة؟ وكيف ينظر إلينا التاريخ حين يقرأ بيانات وتصريحات مسئولى جامعة عين شمس عن أساتذتهم وزملائهم الأجلاء الذين سعوا لتقديم المثل والقدوة إلى الطلاب فكان جزاؤهم التلويث والتشهير ؟ وأى عار سيلحق بنا حين لا نحفظ لأعلام الجامعة المصرية قدرهم ولا نوفيهم حقهم من التبجيل والاحترام الواجب؟
لقد فضحت هذه الأحداث المؤسفة لماذا عجزت الجامعة عن أن تصنع رواجا فكريا يؤمن بحرية التفكير والتعبير، ولماذا افتقدت الحريات الأكاديمية؟ وكيف غابت عنها القيم والتقاليد الجامعية؟ ولماذا انحسر دورها الوطنى فى ترسيخ قيم العدالة والحرية والديمقراطية؟ ولماذا لم تنطلق لإنجاز الأهداف الاستراتيجية العليا للمجتمع فى تحقيق الرقى والتقدم والنهضة ؟
هذا النموذج الأسود الذى عرضته أحداث جامعة عين شمس يقطع بأننا فى حاجة إلى جامعة جديدة تحقق طموح الوطن فى بناء مستقبل مشرق، فلا يعقل فى بلد تتأكد فيه الديمقراطية كل يوم حتى إن منصب رئيس الجمهورية بالانتخاب الحر المباشر بينما تشغل كل المواقع الإدارية الجامعية بالتعيين مجهول الأسس والمعايير لكنها دائما بعيدة عن المعايير الأكاديمية، مما دفع الجامعة المصرية إلى التقهقر عشرات السنين إلى الوراء، وأتاح للأصابع الخفية أن تعبث فى أحشاء الجامعة، حتى إن الواقع العملى يفضح كيف انحطت الحياة الجامعية دركا كل يوم بعد أن تسلط عليها المعينون بالتزكيات السياسية والموافقات الأمنية فكانت النتيجة أن كسد العلم، وبارت القيم والتقاليد الجامعية، وعجز الأساتذة عن العمل الجاد، وشاعت نظرة التطلع المقيت، فتصدعت الأبراج العاجية وتهاوت أركانها، وباتت أحوالها بادية للعيان، تكسوها أمارات الشيخوخة والترهل مما لا يخفى على الناظرين.
والآن نقولها عالية مدوية : نريد جامعة حرة مستقلة آمنة من شتى التدخلات، ولا يكون قادتها بلا دور أو هيبة، ولا تتعطل فيها كل الأنشطة الطلابية، ولا تحبس فيها الحريات الأكاديمية، ولا تتخلى عن دورها الواجب والمأمول طوعا أو كرها، ولا تنزوى فيها المجالس الجامعية وتصير صدى لصوت الرجل الواحد القاعد على خزائن الأرض. نريد جامعة تحفظ كرامة الأستاذ الجامعى ولا ترهبه بالتحقيقات الموجهة والاتهامات الملفقة والإيذاء المتعمد، نريدها جامعة يستمد فيها رجالها مكانتهم من عملهم المميز وإبداعهم العالى وليس لعلاقتهم بجهاز أو صلتهم بشخص أو عضويتهم فى لجنة حزبية.
لم يعد ممكنا ولا مقبولا أن تحرم الجامعة من كل الأنشطة والممارسات الواجبة لتنشئة الشباب فى حين تظل الساحة خالية تماما أمام أى تنظيم غير شرعى وكل صاحب هوى للعبث بالشباب إلى حد السماح لهم بأعمال البلطجية والخارجين على القانون كما رأينا فى حملة المطاوى والجنازير فى عين شمس، ولم يعد مقبولا ولا معقولا أن يستمر النظر إلى الوظائف القيادية الجامعية على أنها مكافآت نهاية خدمة لمن أبلوا بلاء حسنا فى مهام أخرى، كما أن عمليات الترقيع القانونى والوعود الخادعة البراقة صارت عبثا متعمدا بمستقبل الأمة لن تغفره لنا الأجيال القادمة.
نحن فى حاجة إلى بناء جامعى جديد تماما يقوم على أفضل ما وصلت إليه الجامعات الكبرى علميا، ونحن قادرون على هذا تماما إذا خلصت النوايا، ولدينا كل ما يلزم لبداية ذلك، وساعتها سيكون الإصلاح الجامعى الشامل بديلا لمشروعات التطويرالوهمية الهابطة من أعلى والتى كتبها الأصدقاء والمحاسيب على عجل فى المنتجعات السياحية وفنادق الخمس نجوم ، وبديلا عن نظام الجودة العبثى الذى يوزع الأموال الطائلة على المحاسيب والأولياء، وأيضا ساعتها سيكون الجامعيون شركاء حقيقيين فى بناء المستقبل العظيم لوطنهم ، ويكون الأستاذ صمام الأمان الحق وليس الحرس الجامعى وطوابير البصاصين.
إن تاريخ الجامعة يكتبه المبدعون من أساتذتها وليس الموظفون القاعدون فى مقاعد صدارتها ولذا سيكتب التاريخ أسماء المدافعين عن حرية الجامعة والحريصين على استقلالها، وستختفى من صفحاته أسماء أصحاب المقاعد الوثيرة والمكاتب المكيفة بالجامعات ممن لا يريدون بمصر خيرا.
أستاذ بجامعة الإسكندرية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.