اكد الكاتب الصحفي السيد البابلي رئيس تحرير جريدة الجمهورية أن الثورة انطلقت من الشعب وبعقول شبابها المنظم والفكر الجديد الواعي الذي اذهلنا جميعا بقدراته علي الاعتراض الثوري وهدم نظام اعماه غروره وتعنته عن معاناة هذا الوطن ولا يستطيع أي فصيل سياسي ان يدعي لنفسة الفضل في نجاحها لأنه يعود الي توفيق الله وارادة شعبها مشيرا الي اننا نمر بمرحلة بالغة التعقيد تتناحر فيها القوي السياسية وتضع امامها اهدافاً خاصة بعيدة عن اهداف الثورة ومصلحة الوطن. جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها السيد البابلي رئيس تحرير جريدة الجمهورية بمركز النيل للإعلام بمدينة الزقازيق تحت عنوان "كيف نصنع التوافق" وحضرة عدد كبير من مختلف القوي السياسية والاحزاب وهيئات التدريس بجامعة الزقازيق واعضاء مجلسي الشعب والشوري السابقين والحاليين وعدد كبير من الصحفيين والإعلاميين والكتاب واهالي المحافظة. وقال "البابلي" ان الشعب يتطلع لمرحلة جديدة من العطاء نتجاوز فيها عن التجريح والشعارات والصراع علي حساب الشعب ويهدد. وتساءل ألم يفق عقلاء هذا البلد كي يدركون ان انعدام الامن يعني انعدام كل شئ بثورة جديدة فهناك بركان خامد يسمي ثورة الجياع من المنتظر ان ينفجر في اي وقت. وقال البابلي إن ضياع هيبة الدولة يعني ضياع الجميع الذين يجب ان يتفقوا معا بالحوار العقلاني الهادئ المبني علي الاحترام مؤكدا انه شخصيا لا ينتمي الي اي حزب او فصيل سياسي وانما ينتمي الي كل فئات الشعب والبسطاء الذين يتطلعون الي غد افضل نحاول فيه تحسين احوالنا المعيشية وننتظر جميعا ان يكون هناك خريطة جديدة وان نترك الفرصة للبناء والعمل لأنها المخرج. واكد رئيس التحرير الي ان مصر دولة الازهر فهي وسطية ومعتدلة في كل اتجاهاتها وبدلا من ان تخرج الثورة افضل ما فينا اخرجنا اسوء ما فينا وهو انهيار منظومة الاحترام وطالب بضرورة عودة القيم المجتمعية التي تميز بها وان تستيقظ منظومة الامة المصرية فالثورة تعني النماء والتحديث للأفضل ولا تعني الانقسام والاختلاف والتخريب ومليونيات مستمرة لتعطيل مصالح الشعب مشيرا الي أنه يجب ان يعي الجميع أن الديمقراطية لا تعني الفوضي وانما تعني الالتزام وحماية حرية الآخرين وتحقيق الرخاء وان قوي الظلام التي تحيط بنا تحاول ان تفجر الصراعات والخلافات. وكان للحوار المفتوح نصيب كبير خلال الندوة التي قام رئيس التحرير بالرد فيها عن اسئلة واستفسارات الحضور واكد فيها ان جريدة الجمهورية هي جريدة الشعب وأننا لسنا محسوبين علي احد لأننا ننحاز للشعب ورسالتنا عدم العزف علي وتر الانقسامات والاختلافات او المزايدة لصالح احد. وقال نحن كجريدة نحترم القارئ ونوازن بين كافة الاتجاهات ونؤدي مهمتنا وفقا لضمائرنا وان ما يحكمنا الصدق والحق والشفافية وقال ان الاعلام ليس تجريحاً ومن الخطأ الكبير ان يصل التجريح الي التقليل من هيبة رجل الدولة فرسالة الصحفي هي التوفيق والتقريب بين وجهات النظر وبين القوي الوطنية المختلفة. شارك بالدورة الدكتورة حنان امين أستاذ طب الاطفال بجامعة الزقازيق وامينة المرأة بحزب الحرية والعدالة بالشرقية ومحمود الجوهري مدير مركز النيل للإعلام ورضا رشاد مسئول الشئون القانونية بحزب الحرية والعدالة.