عندما طرحت الحكومة مشروع التاكسي الأبيض استبشر اصحاب السيارات القديمة خيرا ومعهم الآلاف من مستخدمي التاكسي وحلموا بامتلاك تاكسي جديد وسرعان ما تبددت الأحلام بتعثر المشروع بسبب تراكم الأقساط في ظل حالة الركود التي ضربت البلاد ومعها الانفلات الأمني والبلطجة علاوة علي ارتفاع أسعار قطع الغيار والصيانة والبنزين. كريم التركي سائق تاكسي يقول : باعوا السيارات للسائقين بمبالغ باهظة علاوة علي ارتفاع تكاليف الصيانة وقطع الغيار مقابل دخل قليل فضلا عن ظاهرة سرقة السيارات التي انتشرت في ظل الغياب الأمني ودفع مبالغ كبيرة مقابل استردادها مما ادي الي تراكم الاقساط علينا وايقاف التراخيص. محمود مرسي سائق تاكسي يضيف كنت امتلك تاكسي قديما ويعمل معي سائق آخر ومع انتشار التاكسي الأبيض عانيت من قلة الدخل واضطررت لالحاقه بمشروع الإحلال سلمته بساحة التخريد مقابل شيك ب 5 آلاف جنيه وتم تسليمه لبنك ناصر كمقدم للسيارة الجديدة مع تحملي لأقساط شهرية بمبلغ 890 جنيها لمدة 5 سنوات فأصبحت مديناً بعد أن كنت صاحب رأسمال ورغم كثرة الوعود بالغاء مديونيات أصحاب التاكسي الأبيض واعتبارهم متعثرين إلا أنها علي ما يبدو مجرد وعود انتخابية. قطع الغيار نار عمرو شيكارة صاحب تاكسي يشكو من ارتفاع أسعار قطع غيار سيارات المشروع حيث إنها تعمل بتقنيات عالية وأحيانا شرائح كمبيوتر وجميع إكسسواراتها غير قابلة للاصلاح فلابد من تغييرها وبعضها غير متوفر بالأسواق إلا لدي التوكيل فقط مما يحمل مالك السيارة أعباء اضافية علما بأن شركات السيارات المشتركة في المشروع تخلت عن اتفاقها بتقديم قطع الغيار للسائقين بأسعار منخفضة واصبحت مثل التوكيل. أما مصطفي ابراهيم سائق فيؤكد ان الغياب الأمني وانتشار البلطجية وغلق كثير من الشوارع الرئيسية من أهم الأسباب في تراكم الأقساط والديون علي اصحاب التاكسي الابيض علاوة علي المعاناة في الحصول علي البنزين حيث ننتظر أمام المحطات لساعات فيضيع اليوم بلا عمل. صفقة مشبوهة ويتعجب سيد روبي من حصر المرحلة الأولي لمشروع الإحلال علي عدد محدود من الماركات واضافة السيارة الصينية في المرحلة الثانية مما يثير الشكوك بوجود صفقات مشبوهة بالاضافة الي حرمان المستفيدين من امتلاك سيارات كاليابانية والأوروبية أسوة بمكاتب الليموزين التي تتمتع بإعفاءات ضريبية وجمركية فمن الممكن أن تفتح الحكومة الباب أمام ملاك التاكسي القديم لامتلاك أي سيارة بشرط ألا تزيد سعتها اللترية علي 1600 سي سي مع إعفائها من الضرائب والجمارك واشتراط تشغيلها بالغاز الطبيعي للحفاظ علي البيئة وخروجها من الخدمة بعد 5 سنوات لخلق أسطول من سيارات التاكسي الحضارية تجوب شوارع العاصمة ويتم تجديدها دوريا. لسنا طرفاً المحاسب أمجد منير وكيل وزارة المالية ورئيس مجلس إدارة صندوق إحلال التاكسي يؤكد انتهاء مسئولية الوزارة مع تفعيل المشروع وطرحه للسائقين أما بخصوص تأجيل الأقساط لدي البنوك فالمفروض أن يتم بالتفاوض مع البنوك وليس للوزارة أي علاقة. أضاف أن المرحلة الثالثة للمشروع ستبدأ شهر مارس الحالي بعد توقف نحو عام بسبب الظروف التي مرت بها البلاد وستستمر المزايا التي تقدمها الوزارة للمستفيدين من المشروع كما هي 5 آلاف جنيه مقابل التخريد والتقسيط من خلال البنوك المشاركة والحوافز المالية المقدرة بنحو 8500 جنيه في المتوسط لكل سيارة مقابل الاعفاء من الجمارك وضرائب المبيعات اما ميزة الاعلان فلن تتمتع بها هذه السيارات نظرا لعدم وجود عروض اعلانات وعلي السائقين راغبي الحصول علي مميزات الاعلان التفاوض والتعاقد مباشرة مع شركات الاعلان وجاري التفاوض مع شركات السيارات للحصول علي أكبر خصومات للسائقين.