عندما نتذكر أشلاءه وهي تملأ المكان بعد الضربة الصهيونية الغادرة التي مزقت جسده وهو عائد لتوه من صلاة الفجر. ذلك الشيخ القعيد الذي يسير علي كرسي متحرك. لا حول له ولا قوة. إنه أحمد ياسين. الأب الروحي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس". ومن بعده الشهداء: عبدالعزيز الرنتيسي. والمبحوح. وأحمد الجعبري. قائد كتائب القسام. وغيرهم من مئات الشباب الذين قدموا أنفسهم من أجل قضية أمة بأكملها تاهت بوصلتها وأصبح العدو هو الصديق. تلك هي حركة حماس التي تمثل شرف الأمة العربية والإسلامية. والروح التي مازالت تسري داخل الجسد العربي وتجعله حياً. إنها تخوض المعركة نيابة عن الأمة. تحرك القضية التي يحاول العدو الصهيوني دفنها. تحارب من أجل استرداد مقدساتنا. هذا الجيب الصغير الذي يقاوم عدواً بإمكانيات هائلة ودعم لا محدود من الغرب. واجب علينا أن نتركه في مهمته فقط. لن أقول دعمه حتي لا يخرج أصدقاء إسرائيل من بني جلدتنا يشعلون الوطن بالفتن. كان نظام مبارك يتهم حماس بعمليات الإرهاب التي تحدث في مصر. وكان إعلامه يرسخ في الأذهان أن حماس هي العدو. ويركز علي جعل صورتها الذهنية سيئة لدي المصريين. فلا تنال عطف أو مساندة الشعب. وعلي العكس كانت علاقته بإسرائيل جيده ويعتبرونه صديقاً حميماً. وساعد تل أبيب في حربها علي القطاع. وقال لساركوزي رئيس فرنسا في ذلك الوقت إنه لا يجب أن تخرج حماس من هذه الحرب منتصرة. وقُتل أطفال القطاع تحت سمعه وبصره. فكان ما كان. وخرج ذليلاً من حكمه إلي محبسه. الآن أدخلت المعارضة حماس في معركتها غير الشريفة. وباتت تستخدمها كفزاعة. كما كان يحدث إبان عهد المخلوع. وعندما ينشر الإعلام أخباراً ملفقة يتهم فيها حركة حماس بأنها وراء مقتل الجنود المصريين في رمضان الماضي. ووراء اقتحام السجون المصرية أثناء الثورة. وقتلت الثوار بواسطة القناصة في ميدان التحرير. وينشر علي صفحات الفيس بوك أنها تستعد لاحتلال سيناء. وتدرب جنودها علي حماية الرئيس المصري عند الضرورة. هذه الأقوال والأفعال لا تصدر إلا عن معدومي الضمير. والجهلاء وأصدقاء إسرائيل. وأقل ما يوصفون به هو الخسة والوضاعة. الإعلام مستمر في بث الثقافة التي زرعها مبارك ونظامه ونفس التوجه. يتلقفون التسريبات الإسرائيلية وينشرونها لضرب المقاومة وزرع الفتنة بين مصر بجيشها وبين قطاع غزة لتحصد إسرائيل المكاسب. يقول بعض الجهلاء إن حماس لم تعد حركة مقاومة منذ توليها السلطة. وبالطبع لأن عقولهم قاصرة لا يعرفون أن الصراع جولات وصولات بين المستعمر والحركة. وهناك تطور في الأداء النوعي للمقاومة قلب موازين المواجهة مع العدو كان نتاجاً لفترة التهدئة. وحماس تقوم بعمليات تجسس مستمرة لتعرف متي وأين وكيف ستوجه ضربتها. وما الاستفادة من التهدئة مع جيش مدعوم بترسانة علي أحدث تكنولوجيا تفوق التصور. اتركوا حماس وابعدوها عن الصراع السياسي في مصر. واستمروا في خستكم بعيداً عن من وهبوا حياتهم وأرواحهم من أجل رفع رءوسكم وتحرير مقدساتكم. ومحو العار من صفحة التاريخ التي سطرها كبيركم الذي علمكم الكذب والتدليس. وسقطت القدس الشريفة. وانكسرت الأمة العربية. وتمزقت في عهده. ولم يرفع لها راية حتي الآن.