منطقة بن الحكم إبراهيم بك بشبرا الخيمة من المناطق المكتظة بالسكان إلا أنها تعيش مأساة حقيقية بعد تمركز مصانع الكاوتشوك والبلاستيك وسط وأسفل العمارات السكنية وبجوار التجمعات المدرسية بعد الثورة وحيث يتم التخلص بطريقة غير آمنة من هذه المخلفات السامة فتكون النتيجة أمراضاً متعددة.. السل والربو والحساسية بينما يقف المسئولون في محافظة القليوبية مكتوفي الأيدي أمام هذه المشكلة. في البداية تقول أم محمد ربة منزل : تعبنا من العيشة هنا وإذا كانت الامكانيات تسمح بالبحث عن وحدة سكنية أخري لقمنا بذلك. كل يوم أصحاب المصانع يحرقون مخلفات مصانعهم. رائحة الدخان سيئة للغاية مما أدي إلي اصابة نجلي الصغير بالحساسية ولا يستطيع التنفس بدون البخاخة. تتفق معها هناء عبدالعظيم مدرسة قائلة: الدخان الذي ينبعث من احتراق البلاستيك لإعادة تصنيعه. إضافة إلي قيام صاحب المصنع الموجود بالشارع بإلقاء العبوات البلاستيكية التي يقومون بشرائها من عمال النظافة أعلي سطح المصنع ينتج عنه انتشار الحشرات الطائرة والزاحفة. ويضيف علي محمد سائق : نشب حريق داخل كابينة الكهرباء الملاصقة لأحد مصانع البلاستيك الموجودة بالشارع وامتد إلي كسر البلاستيك الموجود داخل وخارج المصنع مما أدي إلي توهج النيران وامتدادها للمنازل المجاورة. ويضيف نصر الله إبراهيم: سكان المنطقة يعانون أمراضاً صدرية مختلفة لأن المشكلة تكمن في الروائح الكريهة المنبعثة من هذه المصانع والتي تسبب العديد من أمراض الصدر خاصة ان أغلب هذه المصانع تقع بجوار مجمع المدارس. أين المسئولون؟ يلتقط الحديث إبراهيم السيد موظف : ان أغلب هذه المصانع مخالفة لشروط الترخيص والاشتراطات الصحية والبيئية وأغلبها تقوم بإلقاء مخلفاتها بجوار المدارس أو علي أرصفة الشوارع العمومية.. إلي جانب مقالب القمامة المنتشرة بجميع شوارع المنطقة. أم بلال ربة منزل تضيف: ان سكان المنطقة تقدموا بالعديد من الشكاوي لجميع المسئولين بالحي والمحافظة وبالرغم من ذلك لم يتحرك أحد لمساعدتنا في نقل المصانع خارج المنطقة حيث إن نجلتي الصغيرة أصيبت بحساسية حادة في الصدر.. إلي جانب الأدخنة والغازات السامة المنبعثة طوال ال 24 ساعة من مصانع الكاوتشوك. وتتساءل زينب شكري : لماذا يقف المسئولون مكتوفي الأيدي حتي مسئولي البيئة عندما يأتي أحد موظفي جهاز حماية البيئة لا يقوم باتخاذ إجراء قانوني ضد أصحاب هذه المصانع. مواجهة وبمواجهة المهندسة أحلام فاروق مدير إدارة التفتيش البيئي بوزارة البيئة قالت: ان مصانع تصنيع البلاستيك المعاد تدويره من القمامة لا يجب أن تقام قانوناً في المناطق الآهلة بالسكان ومن المفروض أن تتواجد داخل المناطق الصناعية.. وقد صدر قانون في عام 2005 بعدم الموافقة أو منح تراخيص أو تصاريح بوجود أي منشأة صناعية كبيرة أو صغيرة أو حتي ورش للبلاستيك المعاد تدويره أو ما شابه ذلك من الكاوتشوك في المناطق السكنية. وتضيف: الإدارة قامت بإرسال فريق للتفتيش ولتنفيذ القانون عدة مرات بالعديد من المناطق العشوائية مثل المرج وشبرا الخيمة وعزبة النخل ولكن أصحاب المنازل هم في الأصل أصحاب هذه الورش والمصانع وقاموا بمهاجمة المفتشين بالأسلحة البيضاء والتعدي عليهم بالضرب وتمت إعادة المحاولة مرة أخري بالاتفاق مع اتحاد الصناعات لتوفيق وضع أصحاب المنشآت ونقلهم للمنطقة الصناعية ولم يستجب أحد خاصة المنشآت التي فتحت قبل وبعد قانون 2005 ولكن لم يتم تصحيح الأوضاع حتي الآن بسبب الانفلات الأمني. وبسؤال الدكتورة أمل سعد الدين أستاذ صحة البيئة والطب الوقائي بالمركز القومي للبحوث أفادت بأن جهاز حماية البيئة لابد أن يقوم بأخذ عينات من هذه الأدخنة المتصاعدة من جميع المصانع الموجودة داخل التجمعات السكنية والمدرسية وتحليلها وإذا ما ثبت أن الأدخنة تنتج عنها غازات سامة لابد من غلق هذه المصانع أو الورش حتي يتم تقنين وضعها أو يتم نقلها علي الفور خارج الكتلة السكنية.