تلوح في الأفق بوادر انفراج في الأزمة السياسية الراهنة التي اتسمت بالعنف والدم. فبعد مبادرة حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية بخصوص تشكيل حكومة ائتلاف وطني وإقالة النائب العام الحالي والتي رحب بها عمرو موسي أحد قيادات جبهة الإنقاذ فإن حزب مصر برئاسة عمرو خالد سيعقد اليوم مؤتمراً صحفياً لإعلان خارطة طريق للخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد..وحزب العمل الجديد برئاسة مجدي أحمد حسين طرح من جانبه مبادرة أخري لإنهاء حرب الشوارع والاستعداد للانتخابات القادمة وحصول التيار العلماني علي كل الضمانات التي يريدها لنزاهة الانتخابات وتطهير وزارة الداخلية من عناصر أمن الدولة وتشكيل حكومة جديدة قادرة علي قيادة البلاد. أما الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور فقد رأي أن هناك حاجة لاجتماع بين الرئيس محمد مرسي ووزيري الدفاع والداخلية والحزب الحاكم والتيار السلفي وجبهة الإنقاذ لاتخاذ خطوات عاجلة لوقف العنف وبدء الحوار. وحزب الوفد رحب علي الفور بمبادرة البرادعي وأكد رئيسه السيد البدوي أننا جميعاً أمام اختبار كبير الآن. وحزب الإصلاح والتنمية لم يطرح من جانبه أية مبادرة جديدة ولكن رئيسه محمد أنور السادات كان أول من أعلن تضامنه وترحيبه بمبادرة حزب النور داعياً القوي السياسية والوطنية للتجاوب والتفاعل معها..ولم يكن طريق المبادرات كله مفروشاً بالورود.. فعصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط رفض دعوة البرادعي للحوار واصفاً الدعوة بأنها "دعوة للقتل". وخالد الشريف المتحدث الإعلامي باسم حزب البناء والتنمية "الجماعة الإسلامية" اعترض علي مبادرة حزب النور مؤكداً دعم الجماعة لحكومة الدكتور هشام قنديل والنائب العام بكل قوة. واصفاً مطلب إقالتهما بالابتزاز السياسي. وبعيداً عن الأحزاب وفي ميدان الأحداث الساخن فإن الهدوء الحذر ساد ميدان التحرير والمنطقة المحيطة به وسط الاعتصام في الميدان. ولكن مع استمرار غلقه في وجه حركة المرور. وفي رحاب الأزهر الشريف وبدعوة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر يلتقي اليوم عدد من أهم رموز القوي السياسية والوطنية ورؤساء الكنائس استجابة لمبادرة مجموعة من شباب الثورة بالتعاون مع الإمام الأكبر وهيئة كبار العلماء لوقف العنف بكل صوره وأشكاله.