جاء الاحتفال بالذكري الثانية لثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة مليئاً بالإثارة والأحداث الأليمة لنا جميعاً بعد سقوط العشرات من القتلي والمصابين وهو ما يؤكد انحراف بوصلة الثورة وخروجها عن مسارها الصحيح. ففي الوقت الذي خرج فيه الملايين من المصريين علي اختلاف أطيافهم وانتماءاتهم لميادين التحرير بشتي المحافظات للاحتفال بهذه المناسبة العزيزة والتأكيد علي أن مطالب الثورة لم تكتمل بعد للأسف وقعت العديد من الأحداث والاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن من جانب وبعض الأطراف المجهولة من جانب آخر وهو ما أودي بحياة عشرات القتلي إضافة إلي إصابة مئات آخرين مما يزيد الأمر تعقيداً ويعمق من ضبابية المشهد السياسي والأمني بمصر خلال الفترة المقبلة. من هنا يجب علي العقلاء من أبناء هذا الوطن سرعة التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من وطننا الحبيب قبل فوات الأوان وكفانا شعارات براقة واجتماعات ولقاءات فضفاضة أقل ما توصف أنها "للتسلية فقط" وللأسف يحدث هذا والوطن علي حافة الهاوية والمركب باتت وشيكة من الغرق بنا جميعاً وإذا حدث ذلك "لا قدر الله" سنندم جميعاً في وقت لا يفيد فيه الندم والبكاء علي اللبن المسكوب. أنا شخصياً أري أننا جميعاً مسئولون عما وصل إليه الحال في مصر الآن سواء مسئولين أو مواطنين وإعلام فالكل شركاء في حرق الوطن والدخول بالسفينة علي منطقة عالية الأمواج ولم يكلف الواحد منا نفسه ولو دقيقة ليسمع الآخر بقلب مفتوح ويمد يده للآخر من أجل تصحيح مسار الراحلة واعتدال الدفة وبات كل منا مصراً علي موقفه ورأيه سواء كان صائباً أو خاطئاً. القائمون علي أمور البلاد يرفضون التراجع عن أي قرار تم اتخاذه في لحظة انفعال وقوبل برفض الغالبية العظمي من المواطنين والقوي السياسية بحجة هيبة الدولة والحاكم متناسين أن هيبة الدولة في وحدتها وقوتها اقتصادياً وأمنياً واجتماعياً وكذلك في نفس الوقت راحت القوي السياسية علي اختلاف أطيافها تتصيد الأخطاء للمسئولين عن إدارة أمور البلاد وتزيد الموقف اشتعالاً ووقف المواطنون حياري بين الفريقين المتصارعين وللأسف الجميع بات متفرجاً علي ضياع مصر الوطن والأرض والملاذ. وأقولها بصراحة لهؤلاء وأولئك أبداً مصر لم ولن تضيع إن شاء الله فمصر يحفظها المولي عز وجل وكلنا زائلون وستبقي مصر أبية آمنة مهما كاد الكائدون وحاك الحائكون بالداخل والخارج وفي النهاية ارجو منهم جميعاً مسئولين وسياسيين وإعلاميين أن يرحموا مصر.