كانت ¢الأندلس¢ في عز مجد الحضارة الإسلامية. تدهش الغرب وتثير إعجابهم بنظافتها. وتفردها بنظام صرف صحي. يتخلص من فضلات المنازل. ويوصل المياه النظيفة إلي البيوت والمحال.. في حين كانت النساء في الغرب ينتعلن الكعوب العالية. ليحافظن علي أطراف فساتينهن من قذارة الشوارع!! والمدهش أن الخبراء ربطوا ارتفاع متوسط العمر في أسبانيا الإسلامية 75 عاما بالنظافة. بينما كان متوسط العمر في الغرب غير النظيف 50 عاما. .. أما الآن فإن الأحذية العالية لاتمنع القذارة. من تلويث ثياب النساء والرجال. الذين يسيرون في شوارع المدن العربية.. في حين أنه في مدينة غربية مثل برلين الألمانية. أصبحت النظافة ثقافة عامة. لدرجة أن بعض زبائن المطاعم والمقاهي. لا يعمد إلي تنظيف الطاولة التي يجلسون عليها فقط. بمسحها وترتيب مقاعدها قبل انصرافهم.. لكنهم أيضا قد يساعدون من هم أقل منهم حرية. كالأمهات اللاتي يصطحبن أطفالهن.. فالهدف واضح والغاية مشتركة. وهي أن يترك الجميع المكان لغيرهم ¢نظيفا¢.. كما جاءوا إليه. .. بينما نحن نلقي ببقايا الطعام في الشارع. من نوافذ البيوت والسيارات.. في الأحياء الراقية والعشوائيات. في حين يتكفل ¢الفرّيزة¢. ببعثرة القمامة الموجودة في الصناديق في الشارع. ليصبح مثالا للقذارة!! ماليزيا التي كانت تمر بنفس ظروفنا. ثم أصبحت أحد النمور الأسيوية.. تأثر رئيسها العبقري المخلص مهاتير محمد. بالتجربة اليابانية. وشاركه في وضع برامج البناء والإعمار الخبير الياباني ¢شينتارو¢. فوضعوا الخطط لبناء النهضة الصناعية والزراعية. وبناء المشاريع الخدمية. مع الانتباه إلي أنه ما يصلح لدولة ليس بالضرورة أن يصلح لغيرها. واستقر علي اتخاذ اليابان كقدوة لبلاده. للتشابه الكبير بين ظروفهما. من حيث قلة الموارد الطبيعية. وتركيز اليابان علي العنصر البشري. وتنمية مهاراته وإعداده لبناء نهضتها الصناعية. بجانب حرصها علي غرس أهمية العمل الجماعي. وأهمية الانتماء للوطن والعمل علي رفعته. هذه الملامح الراقية لمفهوم ¢نظافة المكان¢. ممكن أن نتبناها بجانب تقدير مفهوم ¢نظافة النفس¢ أولا. فنجردها من أهم أوساخها. وهي ¢الأنانية¢. فلا يعود بيتي هو مكاني وإنما البلد بكل ما فيه من مرافق عمل وترفيه. أتمتع بها وأترك لغيري الحق بالتمتع بها. فليس من ملامح الرقي ولا من سمات التحضر أن تترك غيرك يلتقط عنك قذارتك. وحتي لا تكون هناك غربة بين الإنسان والمكان. لابد أن ترافق عمليات البناء والإعمار. عمليات بناء الإنسان المتقدم حضارياً. وتعمير العقول التي شىوّهت. حتي يختفي الخوف من مخيلته. ومثلما ينعكس التعمير علي وعي الإنسان ويرفعه للأعلي. كذلك يصنع التخريب والتدمير. بسحق الوعي ودفع الإنسان ليكون جزءاً من هذا العبث. ويصبح هذا الإنسان ¢المغّيب¢ تحت هذا الخراب. كائنا سهلا لأوكار الإرهاب. قديما قال الفيلسوف اليوناني أرسطو: ¢الخير هو المعرفة والشر هو الجهل¢.. فوجود الوعي الناضج. هوما يميز الشعوب المتقدمة عن ¢المتخلفة¢ حضاريا.. ومدي تطور الوعي لدي أي مجتمع. يقاس بالتطور في البني العمرانية والتكامل الحضاري.. كما أن وجود خراب وفوضي في العمران والحياة. ينبئ عن تخلف في الوعي وفساد في كل شيء. .. فأين أنت ياشينتارو!!