نحتفل بعد غد بمرور عامين علي ثورة 25 يناير تلك الثورة التي أذهلت العالم بقوة وإرادة وحضارة الشعب المصري الذي وقف صفاً واحداً.. رجالاً ونساء.. صغيراً وشيخاً في مواجهة نظام حكم فاسد.. كانت المرأة رمزاً رائعاً في المشاركة السياسية والصلابة من أجل عزة وطنها. نعم كان صوتها مرتفعاً.. مندداً بإسقاط النظام كما يقول البعض.. لكنها دوماً ومنذ آلاف السنين كانت هكذا في كل المواجهات والمظاهرات التي كانت تحاول النيل من استقرار بلادها.. دائماً كانت تشارك الرجل في الميدان.. ولم تكن يوماً بعيدة عن الأحداث التي تهدد استقرار وطنها حتي وهي لا تعرف القراءة والكتابة.. كانت سباقة في إبداء رأيها في الانتخابات البرلمانية. فهي دائماً تؤكد أنها الرائدة في الكفاح والإنجازات والعمل جنباً إلي جنب مع الرجل من أجل حماية استقرار وأمن أسرتها ومجتمعها فاحتذت بها كل النساء في العالم.. ورغم ما تعرضت له بعد الثورة من تقليص لدورها وتهميش لحقوقها.. فهي تصر من أجل الحفاظ علي مكاسبها ومكانتها تدرك تماماً أن ما يعترضها هو أمر طبيعي فرضته طبيعة المرحلة الانتقالية التي تلت الثورة.. ولن يستطيع أن يصمد كثيراً أمام ما وهبها الله سبحانه وتعالي من قوة تدفع بها الأبناء والزوج إلي كل ما يعود علي مجتمعها بالخير وتحقيق النهضة الشاملة.. المرأة المصرية هي رمز من رموز الثورة وليس من مصلحة الوطن الذي يسعي للنهوض والتنمية والتحضر أن يكون نصفه مهمشاً. وسوف يتضح ذلك في المستقبل.. فالثورة مازالت في مهدها وبداية خطواتها الأولي.. وما تعانيه المرأة المصرية الآن من أصحاب العقول غير الواعية وغير المؤهلة لمرحلة التنمية والنهوض من الأوضاع المعيشية السيئة والمأساوية في مجالات الحياة الحيوية التي تركها لنا النظام السابق هو ما يعاني منه الكثيرون من أبناء الشعب. لقد حققت الثورة أهم أهدافها وهو إسقاط النظام الفاسد.. وأصبح اسم مصر مدوياً في العالم.. وأصبح شعبها برجاله ونسائه وشبابه رمزاً للتحدي وقوة الإرادة.. والآن آن الأوان لوضع سياسات وخطط للتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تخدم مصالح أفراد الشعب.