السعي لخوض معركة الانتخابات يجري علي قدم وساق.. وهي فرصة أمام المرأة التي أهدر دورها وحقها في المشاركة السياسية والمجتمعية.. وهي التي كانت الدرع الحامية للثورة.. فقد ذاقت مرارة الغم والحزن.. وهي تدفع بفلذات أكبادها للوقوف ضد النظام الفاسد.. شاركت زوجها في الميدان وأخاها في التصدي للتهديدات تهتف بأعلي صوتها من أجل الكرامة والعدالة الاجتماعية.. غير مبالية للضرب أو التعرض للرصاص أو السحل.. ذاقت أشد أنواع العذاب وهي تحمل بيدها طفلها الرضيع في شتاء قارص البرودة وتعلن باليد الأخري التحدي وعدم الاستسلام.. تدفع بزوجها وتحثه علي المواجهة وحتي تتحقق الكرامة والعدالة الاجتماعية لأبناء الوطن تحملت بعد استشهاد زوجها وابنها ألم الفراق ومسئولية إعالة أسرتها صابرة.. لا تتعب ولا تكل.. كل أملها عزة وطنها واستقراره.. كانت تقف أمام اللجان الانتخابية منذ الساعات المبكرة من الصباح لتعطي صوتها ورأيها لبلدها.. كانت طوابير النساء تفوق الرجال في الاستفتاء علي الدستور فكانت رمزا ومثلا للمرأة المكافحة المناضلة التي أذهلت العالم بحرصها علي أداء دورها تجاه وطنها وأبنائها.. ومع ذلك فقد تعرضت بعد ثورة 25 يناير للاستخفاف بحقها في المساواة والمشاركة المجتمعية من أصحاب الآراء المتطرفة غير الواعية ناهيك عن الأحزاب التي أعتبرتها مجرد ديكور حتي لا تتهم بالتحيز ضد المرأة. لقد أعطي الله المرأة المصرية قوة الإرادة التي تستطيع من خلالها تحقيق الكثير من الأهداف والأحلام.. وهو ما أكدته السيرة التاريخية لها منذ آلاف السنين فقد كانت سباقة الي كرسي الحكم والمسئولية والآن..آن الأوان ان تعود لسابق انجازتها ونجاحاتها وتبؤها لمكانتها في ريادة المرأة العربية.. التي بدأت تخطو أولي خطواتها علي طريق المرأة المصرية نجد أمل الدوسيري البحرينية تفوز بمقعد في لجنة حقوق الطفل في الأممالمتحدة.. وتعيين 20% من النساء أعضاء في مجلس الشوري في السعودية. ان المنظمات والقوي النسائية عليها ان تبذل كل جهدها من أجل ان يكون تواجد النساء في البرلمان قوي وفعال في اتخاذ القرار.. وعلي المرأة المصرية ألا تخشي من ترشيح نفسها للبرلمان إذا كانت تملك القدرة علي العطاء الذي سيعود علي الوطن بالفائدة. فهذا حقها وحق الوطن عليها وألا تتكاسل وتنصت للأفكار التي تروج بأنها غير معروفة علي المستوي الاجتماعي السياسي العام.. فإن الأمر لن يكلفها كثيرا ولكنه سيكلف الوطن الكثير في خطواته نحو مستقبل أفضل إذا ظل نصف المجتمع مهمشا.. ولا يبقي إلا أن أدعو الجميع إلي مناصرة المرأة المصرية.. والوقوف بجانبها كما وقفت هي بجانبهم في كل الأزمات التي يتعرض لها الوطن منذ فجر التاريخ.