هل ترتفع أصواتنا من فوق جميع المنابر اليوم مع صلاة الجمعة. وكل يوم وعند الفجر وفي كل وقت بدعاء صادق مخلص فيفرج الله كربنا وما نحن فيه من هم وضيق؟ أسعد الداعية السعودي "الشيخ العريفي" المصريين. فنشرت الصحف خطابه وأذاعته التليفزيونات وكررته كأننا نستعيد الدعاء مرات.. ولقد حدثني كثيرون ممن قرأوا وسمعوا الدعاء مرات يسألون كيف يحصلون عليه ليحتظفوا به.. بينما يحتار البسطاء كيف نكرم هذا الرجل ونظهر له الحب والتقدير والامتنان ويسعي عدد من المقتدرين لدعوته إلي مصر للقاءات مباشرة مع من أحبهم وذكر فضلهم ومن يحبونه ويذكرون فضله. داعية سعودي آخر هو الشيخ "عائض القرني" جاء إلي القاهرة وخطب في أهلها وألقي في مسجد "الشيخ الحصري" منذ يومين محاضرة "ادخلوا مصر إنشاء الله بسلام آمنين" فقد كان الرجل في طريقه لحضور المؤتمر السنوي للجمعيات الإسلامية في "شيكاغو" وقبل أن يستقل الطائرة من الرياض إلي مطار "جون كيندي" في نيويورك ألغيت تأشيرة دخوله علي عجل ومنع من دخول أمريكا. بدأ حديثه للناس بقوله: "يا مصر انت كوكبة العصر وكتيبة النصر وايوان القصر.. أنت أم الحضارة ورائدة المهارة ومنطلق الجدارة". ودعا باقي الدعاة المصريين لترك الإقصاء والسب والفضيحة.. وأن يطمئنوا أهل مصر بخطاب الرحمة والمحبة. وألقي أبياتا من شعره قال فيها: من بلاد الوحي أهدي مصر عطرا.. قبلات الشوق ريحانا وزهرا أنت يا مصر ملاذا للهدي.. اجلسي يا مصر فوق الشمس فخرا ثورة البركان في مصر غدت.. قصة يكتبها التاريخ دهرا. ودعا إلي نبذ العنف والاعتصام بحبل الله والتوحد. فمصر تتسع للجميع. وذكر فضل المصريين: "أتيتم إلينا في بلادنا مربين ومعلمين ولكم الريادة والعلم والتخصص". ومن الذي ينسي دعاء الشيخ صلاح البديري إمام الجامع النبوي في المدينةالمنورة وهو يبكي: اللهم اجعل مصر وأهلها في ظلالك وأمانك واحسانك يا أرحم الراحمين. اللهم اجعل لأهل مصر من كل هم فرج ومن كل ضيق مخرج ومن كل بلاء وعافية. اللهم احفظ أهل مصر من كل سوء ومكروه وفتنة يا كريم يا كريم يا رحيم. اللهم احقن دماءهم وصن أعراضهم واحفظ أموالهم وأمنهم واستقرارهم ووحدتهم يا أرحم الراحمين. اللهم اكشف الغمة واطفيء جمرة الفتنة وشرارة الفوضي ونار الاصطدام يا رب العالممين. اللهم اجعل مصر آمنة مطمئنة ساكنة مستقرة محفوظة مصونة عزيزة بعز الإسلام يا أرحم الراحمين. علي مستوي يختلف وقبل سنوات روي لي - بالمناسبة - صديق كان مسئولا عن قوافل السياحة للبلاد العربية.. وفي السعودية ذهب ووزير السياحة المصرية الأسبق لزيارة الأمير سلمان عبدالعزيز وكان وقتها أمير الرياض وصل الصديق متأخرا وتقبل الأمير اعتذاره بسماحة فتشجع الصديق ليقول: لو أن السائق مصري لوصلت في موعدي ولكنه من بنجلاديش لا يعرف كلمة واحدة عربي أو انجليزي فتهنا في الطريق.. قالها بما يشبه الدعابة. ولكنها جادة إذا كان العاملون المصريون في السعودية يشكون أو يقولون.. كانت اجابة الأمير سلمان المشهور بصرامته وسعة ثقافته: المصريون أساتذتنا هم اللي علمونا في المدارس. وأحسن الأطباء مصريون.. وكان ابنه وربما حفيده رئيس هيئة السياحة السعودية حاضرا. دعا الجميع لحفل عشاء كانت مجاملته الخاصة فيه هي الملوخية بالأرانب. كم نحن هذه الأيام في حاجة لإظهار تلك المشاعر.. والدعاء لنا!