في وسط هذه الأحداث الداخلية الساخنة وانشغال الشارع والقوي السياسية بالدستور الجديد والاستعداد للانتخابات البرلمانية خرج علينا الدكتور عصام العريان بتصريحات خطيرة تثير العديد من المخاوف والشكوك والتكهنات حول مستقبل الوضع في منطقة الشرق الأوسط خاصة اذا تم الربط بينها وبين الأحداث الأخيرة في سيناءوغزة والهدنة التي نجحت القيادة السياسية في مصر في اتمامها بين حماس وحكومة اسرائيل والزيارة السرية التي قام بها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلي الأردن والسيناريوهات التي يتم إعدادها لإجراء التسوية الشاملة في المنطقة. الدكتور عصام العريان القيادي الاخواني ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة طالب في حواره التليفزيوني مع حافظ المرازي يهود مصر بالعودة من اسرائيل إلي موطنهم الأصلي في مصر. وافساح المجال للفلسطينيين في بلادهم وموطنهم الأصلي فلسطين لأن تواجد اليهود المصريين في فلسطين ساهم في احتلال الكيان الصهيوني للأراضي العربية وان كل مصري له حق في بلاده ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك وان الشعب المصري متدين ولا ينكر علي أحد أحقيته في مصر وان أغلبية الشعب تدين بالاسلام متمنيا عودة اليهود مجددا للبلاد وتساءل: "لماذا طردهم عبدالناصر من مصر" وقال ان ما فعله عبدالناصر بطرد اليهود من مصر "ساهم في احتلال أراضي الغير" وان علي اليهود المصريين أن يرفضوا العيش تحت احتلال غاشم دموي وعنصري ملوثين بجرائم حرب ضد الانسانية والبشرية. وإذا تم الربط بين هذه التصريحات وبين زيارة الدكتور عصام العريان إلي الولاياتالمتحدة منذ أيام وبين ما قاله الاستاذ محمد حسنين هيكل للميس الحديدي من اننا مقبلون علي تسوية نهائية للقضية الفلسطينية وان هناك معلومات عن وجود محادثات سرية تجري برعاية أمريكية روسية لاتمام هذه التسوية واستغلال وجود الاخوان المسلمين في الحكم وقدرتهم علي السيطرة علي حماس باعتبارها أحد فروع الجماعة فإن الأمر خطير ويتطلب شفافية كاملة حول الدور المصري في هذه التسوية. تصريحات العريان أثارت عندي وعند الرأي العام عدة تساؤلات أهمها هل تأتي هذه التصريحات في إطار مبادرة مصرية كبديل للمشروع الاسرائيلي الذي كان يهدف لتهجير الفلسطينيين من غزة إلي سيناء ومبادلة قطع أراضي من سيناء بأخري في صحراء النقب؟ أم هي عرض لعودة اليهود المصريين إلي مصر مقابل عودة اللاجئين الفلسطينيين إلي وطنهم؟ وعلي الدكتور العريان أن يجيب عن هذه التساؤلات إجابة شافية.. وعلي القيادة السياسية أن تحدد بوضوح رؤيتها لمستقبل القضية الفلسطينية وكيفية حلها وأن تطمئن الشعب المصري لأن القضية الفلسطينية ترتبط ارتباطا وثيقا بالأمن القومي لمصر.