لماذا دولة الإمارات العربية المتحدة؟ سؤال يطرح نفسه بقوة مع إعلان السلطات الأمنية في الدولة الأربعاء الماضي عن كشف خلية ارهابية تضم عناصر من الإمارات والسعودية وان الخلية تم رصدها لفترة وكانت تتحرك في دولة خليجية ثالثة. وان ذلك تم بالتنسيق مع السلطات السعودية وانها بحسب المعلومات التي توافرت تخطط لتنفيذ ولأعمال في عدة دول وليس بالبلدين فقط ويمتلك أعضاؤها أجهزة ومعدات وأموالا لتنفيذ مخططاتهم لزعزعة الاستقرار في المنطقة. المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي. في أول رد فعل أشاد بجهود كشف هذه الخلية معتبرا أنه انجاز أمني حققته السلطات في الإمارات العربية المتحدة. مؤكدا ان التنسيق الأمني قائم ومستمر بين البلدين. اللافت للانتباه ان الإعلان عن الخلية الجديدة جاء عشية اختتام قمة المنامة الأخيرة التي أشادت بمركز الإمارات "هداية" الذي يقوم بمكافحة الفكر المتشدد والعنف. وما يثير القلق في الإعلان الأخير ان هذه الخلية الثانية التي يعلن عنها في الإمارات ليست الأولي ففي منتصف يوليو الماضي اعتقلت السلطات الأمنية بالإمارات مجموعة من 60 شخصا تنتمي الي مجموعة الإصلاح واعتراف بعضم أنهم ينشئون تنظيما سريا له جناح مسلح. هذا مكمن الخطر في دولة تحتضن علي أرضها وفدين من أكثر من 150 دولة حيث ان السلطات في الإمارات أبلغت القيادة السعودية اكتشاف خلية إرهابية علي أراضيها وان التحقيقات مع أفرادها أظهرت اعترافات البعض وصفها بالمهمة والبعض الآخر بالخطيرة في حال ثبوتها. والأمر أزعج الأمريكان عندما أعلنت علي طاولة الرئيس اوباما في لقاء مع مسئول اماراتي رفيع باعتبار ان مثل هذه الأحداث تزعزع الاستقرار في المنطقة. الخطر من هذه الخلايا التي تستهدف دولة مثل الإمارات تنتهج سياسة وسطية ومفتوحة علي العالم يؤكد ان هناك يدا خفية تعمل للعبث بأمن دولة تضم "دبي" لؤلؤة الخليج التي استطاعت في سنوات قليلة ان تكون مقصدا اقتصاديا واعلاميا ورياضيا وسياحيا. وأصبحت محط أنظار النشاطات الكبري لكبار رجال الأعمال والشركات في العالم. السؤال الآن أين تتجه أصابع الاتهام حول مصادر التمويل لمثل هذه الخلايا التي رسم لها أهداف زعزعة الأمن في الدولة وضرب استقرارها؟ الدولة التي استطاعت منذ عهد حكيمها الراحل الشيخ زايد رحمه الله ان تكون متسامحة مفتوحة لكل ألوان الطيف بعيدة عن التطرف والتشدد والعنف ومن زارها قبل ثلاثة عقود مثلي ويزورها الآن سيري دولة حديثة طبقت الحكومة الالكترونية بشكل هو الأوسع عربيا وحققت نهضة متكاملة مستندة علي خبرات عربية وأجنبية كبيرة. بشهادة منظمات دولية عمالية وحقوقية تطبق المواثيق الدولية مع العمال الأجانب الأمر الذي جعل من يعمل بها عند عودته بمثابة سفير للنوايا الحسنة تقديرا لها. وفي مصر الحديث عن الإمارات لمن عمل بها ومن لم يعمل له شجون ومملوء بالذكريات الجميلة لما تطبقه من السماحة والوسطية ولأبناء جيلي نتذكر جيدا مواقف الشيخ زايد عقب انتصار أكتوبر المجيدة في مسيرة وبين الشعبية وشائج تاريخية في علاقات تعترف بدور أبناء مصر في المشاركة في خطط الإمارات المتعاقبة في التنمية وهذه العلاقات ستظل بتاريخيتها بين شعبين شقيقين ومن هنا لم استغرب التبرع الذي قدمه السفير الإماراتي في القاهرة محمد بن نخيرة الظاهري ب 5.12 مليون جنيه 2 مليون دولار لحملة الإعلامي عمرو أديب "مليون بطانية" الفكرة الرائعة لأشفائنا في صعيد مصر. ويبقي السؤال ما هي الأيدي الخفية ولصالح من العبث بأمن الإمارات؟