لاشك ان انتخاب دولة فلسطين كعضو "مراقب" في منظمة الأممالمتحدة وهو الانتخاب الذي جاء متأخرا لسنوات طويلة بسبب المواقف الامريكية ضد هذه الخطوة.. جاء هذا الانتخاب بمثابة انجاز مهم يهيئ الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المسلوبة بسبب الاحتلال والتعنت الإسرائيلي.. هذا الانجاز لا يدعمه إلا المصالحة الكاملة بين كل القوي والفصائل الفلسطينية التي اصبحت الخطوة من وجهة نظري الأهم في المرحلة المقبلة تحت قيادة واحدة وسلطة واحدة تاركة خلافاتها ويعمل الجميع معا علي بناء الدولة الفلسطينية علي ارضها في حدود ما قبل 5 يونيو ..1967 فهذه الخطوة ستفسد كثيرا من خطط إسرائيل التي قابلت الاجماع الدولي علي قبول فلسطين "بصفة مراقب" بتجميد حقوق السلطة الفلسطينية في حصيلة الضرائب وهي خطوة متوقعة تهدف منها تركيع ابناء الشعب الفلسطيني باجراءات عقابية تحتاج من الدول العربية ان تعمل علي مواجهة هذه الخطوة الإسرائيلية بمزيد من الدعم لابناء الشعب الفلسطيني ليس هذا فقط بل تقف ضد عمليات بناء المستوطنات الجديدة في القدس والاراضي المحتلة.. ووقف عمليات تهويد المدينة وتغيير الجيوجغرافيا في القدس.. اعتقد ان المصالحة الفلسطينية ستساعد الدول العربية وكل المحبين للسلام في العالم علي سرعة استعادة ابناء فلسطين لحقوقهم والمصالحة بين الضفة وغزة ستشجع العالم اجمع للوقوف مع الشعب الفلسطيني لبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وبها يستعيد الشعب حريته واستقلاله واستقراره. والأمر يتطلب من الدول العربية ان تساند هذا الاتجاه المصالحة والعمل علي سرعة اتمامها وليس استقطاب هذا الفريق نكاية في الاخر فهذه الاستقطابات اضاعت الكثير علي الشعب الفلسطيني.. واضاعت منهم كثيرا من فرص بناء الدولة المستقلة التي جاء اختيارها أو انتخابها كعضو مراقب في المنظمة الدولية ليدشن مرحلة جديدة من الكفاح السياسي للشعب الفلسطيني.. والذي لن يكتب له النجاح الذي ينشده المواطن الفلسطيني والشعب العربي إلا بوحدة الصف والهدف امام خرق إسرائيل للهدنة الاخيرة في غزة.. إن سرعة المصالحة الحقيقية والبعد عن الاستقطابات العربية والاقليمية هي المقدمة الاساسية لبناء دولة فلسطين واستقرارها.