قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم ان يكون رسولا ¢.. ومن علمني حرفاً صرت له عبداً.. فالمعلم يؤدي رسالته العلمية والتربوية لأجيال وأجيال ولا يتخلي عنها إلا لوجود سبب قهري. وليس أقوي من المرض. خاصة ان هذا المرض يجعله قعيد الفراش لا يتحرك ولا يحرك ساكناً. والذي لا يفرق بين غني وفقير. فبعد ان كان هذا المدرس يملأ الدنيا بهجة وحركة وتعليما يصبح طريح الفراش. وهو أصعب شئ يمكن أن يتحمله بشر.. لذلك فواجبنا نحن والدولة تجاه هذه القدوة سواء كان مقتدراً أو غير مقتدر ان نجد له الملجأ والملاذ لإخراجه مما هو فيه.. ولكننا أحياناً لا نملك سوي الصبر علي المرض والذي يعتبر من قوة الإيمان بالقدر لعدم وجود الدواء ولكن هناك ما هو حديث في الطب خارج البلاد.. و السفر للخارج هو حق من حقوق أي مواطن بدون وساطة ولا محسوبية.. طالما انه لا يوجد الدواء والعلاج بالداخل.. وطالما ان هناك أملا فان هناك حياة. وحياة صاحب رسالتنا الأستاذ أشرف عبد الرحيم محمد يوسف. والمقيم بشارع الزبير بن العوام رقم 17 ببندر الفكرية. بمحافظة المنيا.. متوقفة علي السفر للخارج حسبما أكد له الأطباء ليعود ويمارس حياته من جديد كإنسان طبيعي وأعتقد انه ليس كثيراً علي الدولة تجاه أفرادها. أشرف من مواليد عام 1969 وترتيبه السادس والأخير في أخواته. حصل علي البكالوريوس عام 1990 وتم تعيينه في نفس العام مدرساً لمادة المجالات بمدرسة الوسيمية الابتدائية بالفكرية. بأبو قرقاص. بمحافظة المنيا. وظل يعلم أجيالاً وأجيال لمدة ثماني سنوات. حتي أصيب بمرض التصلب المنتشر وهو التهاب متناثر بالأعصاب حتي أصبح ملازم الفراش منذ 15عاماً. يسرد المدرس تفاصيل مأساته قائلاً في رسالته التليغرافية :أعيش مع والدتي المسنة المريضة والتي تقوم بخدمتي ورعايتي رعاية كاملة. بعد ان أصبت بعدم الحركة نهائياً. و تحول جسمي إلي هيكل عظمي. وأصبت بالعديد من قرح الفراش. وقبل رقدتي كنت قد حصلت علي قرار رقم 259 بتاريخ 14 فبراير عام 1998 بالعجز الكلي وقدمت إجازة مفتوحة لمدرستي حتي تتحسن احوالي الصحية ولكنها تزداد تدهورا كل يوم بعد الآخر. رغم أنني قمت بزيارة العديد من الأطباء المتخصصين في المخ والأعصاب.. بداية من محافظة أسيوط حتي القاهرة. وأجريت لي العديد من الفحوصات الطبية والأشعة العادية والمقطعية علي المخ والأعصاب ولكن بلا فائدة.. فأصبحت لا أستطيع المشي نهائياً بعد ان كنت أستطيع الحركة بمساعدة الآخرين لفقدان توازني ولكن فقدت ذلك أيضاً. وبنبرة صوت مليئة بالحسرة والحزن علي حاله أثناء اتصاله التليفوني استكمل حديثه قائلاً :رغم ان علاجي نتيجته ضعيفة للغاية بالنسبة لي إلا ان الأطباء أكدوا ضرورة أخذه بانتظام وهو ما يكلفني 1000 جنيه شهرياً وأقوم بتوفيرها من خلال راتبي الشهري والذي يبلغ قدره 1045 جنيهاً. وأعيش باقي الشهر من خلال معاش والدتي. يتمني أشرف أن يمشي علي قدميه من جديد. وهو مستعد لعمل أي شئ ولكنه لا يملك شيئاً ليقوم ببيعه لكي يسافر لتلقي العلاج بالخارج. يستغيث أشرف ¢المسكين¢ بكل من الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء والدكتور محمد حامد مصطفي وزير الصحة.. التدخل السريع وتحقيق حلمه وتسفيره بالخارج لتلقي العلاج هناك علي نفقة الدولة...ويصرخ بأعلي صوته الضعيف لأهل الخير ولرجال الأعمال أصحاب الأيادي البيضاء بجمع التبرعات وإنهاء إجراءات سفره لعلاجه رحمة بحال أسرته.