تراث مصر الحضارة يشتعل بأيد خفية مساء أمس الأول ألقي مجهولون المولوتوف وأشعلوا النيران بمدرسة علي عبداللطيف الاعدادية بنات ذات التاريخ الأثري.. أحترقت الأشجار وسرقت محتويات المدرسة ومن قبلها مدرسة قصر الدوبارة التجريبية التي بناها إبراهيم باشا ابن محمد علي الكبير. كان مجهولون قد قاموا بإلقاء المولوتوف علي المدرستين فاحترقت الأولي وتم سرقة محتوياتها ولم تحترق الثانية وأنقذتها العناية الالهية.. وكالعادة تمكن رجال الحماية المدنية من السيطرة علي النيران المشتعلة قبل ان تمتد إلي المباني المجاورة. فقصر الدوبارة كان من أشهر قصور أسرة محمد علي التي حكمت مصر من 1805 حتي قيام ثورة 23 يوليو 1952 وكان مقراً للمندوب السامي البريطاني في وقت الاحتلال.. وبني فندق شيبرد الجديد علي جزء منه.. وحملت المنطقة اسمه الممتدة ما بين النيل وشارع قصر العيني هناك أيضا بعض الجهات أو الهيئات في مرمي نيران الفوضي مثل كنيسة قصر الدوبارة والتي أنشئت سنة ..1950 ومدرسة قصر الدوبارة التدريبية بشارع قصر العيني والمدرسة التي شب فيها الحريق بميدان سيمون بوليفار. وكان الخديو إسماعيل قد خصص قصر الدوبارة لوالدته وحمل الشارع اسم شارع الوالده باشا "أمريكا اللاتينية حالياً". القصر تأسس بمزيج من الطرازين الفرنسي والإيطالي وارتبط القصر في التاريخ المصري بحادثة دنشواي التي وقعت سنة 1906 بمحافظة المنوفية. ورغم هذا التاريخ نقوم نحن بأيدينا بحرق معالمنا وتاريخنا وآثارنا ومن قبل تم حرق المجمع العلمي في أحداث مجلس الوزراء في نوفمبر 2011 والذي تم تجديده مؤخراً.. فإلي أين ستستمر الأيدي الخفية في حرق تاريخنا وما الدافع من وراء ذلك؟! لم تتمكن الجمهورية من الاقتراب من مدرسة قصر الدوبارة نظراً لقيام عدد كبير من المتظاهرين بالقاء الحجارة علي رجال الأمن الذين يردون بالقنابل المسيلة للدموع لمحاولة تفريقهم فأغلب المعتدين علي رجال الأمن صبية صغار أكثرهم "طلبة مدارس". سألناهم عن سبب تواجدهم في هذا المكان.. يقول أسامة محمود طالب 16 عام أنه جاء للمطالبة بتراجع الرئيس محمد مرسي عن الدستور المكمل.. سألناه وما هي بنود الدستور المكمل؟ أجاب بعدم معرفته شيء!! طالب آخر رفض ذكر اسمه قال أنه حضر إلي هنا لتضييع الوقت فقط ولا يعرف شيئاً عن السياسة. ويشير صلاح علي محمود طالب 15 سنة بأنه وزملاؤه بالمدرسة حضروا إلي هنا لمساندة حركة 6 أبريل في مطالبها. وعندما حاول محرر الجمهورية وزميله المصور الدخول إلي شارع قصر العيني لمعاينة المدرسة التي طالتها النيران لم يتمكنا من ذلك.