لا أعرف متي سيعود الاستقرار لبلدنا.. ولا أعرف متي سنعود يداً واحدة ومتي ستكون هناك ثقة بين المسئولين والشعب.. يشاركني كثيرون في الرأي.. لكن من المؤكد أننا أصبحنا نعيش أزمة ثقة جعلتنا ننسي الهدف الأساسي الذي من أجله قامت ثورة 25 يناير.. وأننا أصبحنا لا نهتم إلا بالاحتجاجات العنيفة وإثارة الشغب والتعدي بالحجارة علي المقار ومرافق الدولة وكل من يحاول إبداء رأي مخالف لقد أصبحنا نفتقد لغة الحوار وسماع الآخر فرقتنا الأحزاب والتيارات الفكرية المختلفة وأصبحنا تائهين في عالم اللاوفاق واللاتوحد واللامسئولية ونسينا أن هناك مشاكل في التعليم والصحة وتوفير لقمة العيش لما يقرب من 3 ملايين عاطل.. وغيرها وغيرها تحتاج منا إلي وقفة واحدة ويد واحدة وضمير إنساني وتحمل مسئولية حتي نستطيع النهوض بها.. وتحقيق التنمية للنهوض بالمجتمع ككل قد يكون ذلك من طبيعة المرحلة التي تمر بها بلادنا.. فقد عانينا الكثير من الظلم والاضطهاد فولد لدينا هذا الأسلوب في التعامل مع الأحداث والقرارات وما يعترض حياتنا من ظروف طارئة. إن علينا أن نعود من جديد لما كنا عليه في ثورة 25 يناير.. يداً واحدة وهدفا واحدا.. ومسئولية مشتركة للنهوض بوطننا. إن ما نلمسه الآن من اختلافات وآراء متباينة يرجع إلي انعدام لغة الحوار بيننا.. وهذا يحتاج منا إلي ضرورة إعادة النظر في سلوكيتنا وتعاملنا مع الآخرين.. والظروف الحياتية التي تعترضنا.. وأن نعي أننا يجب أن نكون قدوة أمام الأجيال القادمة.. وهذا يفرض علينا مسئولية التغيير من أسلوب تربيتنا لأبنائنا الذين أصبحوا الآن تائهين بين الأفكار والآراء المتباينة.. ويجب أن نخصص بعضاً من وقتنا لسماعهم ومناقشتهم وتدريبهم علي ذلك حتي يسمعوا ويعوا الأفكار الأخري للتوصل إلي ما هو أصلح وأفضل يخدم وطنهم.. فقد أصبح كل أب وكل أم أمام مطلبا ومسئولية وطنية وقومية في إعدادهم للمستقبل.