ذاع صيته من خلال برنامج يلا شباب الذى دام عرضه أربع سنوات فاجأنا فى رمضان الماضى بعدد من الأعمال لا يجمعها شىء سوى أن مجسدها هو الفنان الشاب «عمرو القاضى». قدم عمرو عدداً من الأعمال نذكر منها الملك فاروق، ناصر، خالد بن الوليد وأخيراً «الحسن والحسين»، ذلك العمل الذى أثار حوله ضجة كبيرة لم تُحسم بعد، هذا بالإضافة إلى كونه الأمين العام لائتلاف فنانى الثورة، كل هذا جعل منه موضوعاً لابد من طرحه عليكم لمعرفة تفاصيله التى أخذتنى إلى عالم كبير رغم قِصر مشواره الفنى. * فى البداية لابد أن نتحدث عن ائتلاف فنانى الثورة، وكيف جاء ترشيحك لمنصب الأمين العام للائتلاف؟ لقد حالفنى الحظ لأكون فى الصفوف الأولى التى نزلت إلى ميدان التحرير يوم 25 يناير وعدد كبير من الفنانين الشباب وبعد 18يوماً بدأ التفكير فى الصورة المثلى لمشاركة الفنان فى الأحداث الجارية وخاصة أنه لا فرق بينه وبين أى مواطن مصرى عادى. ومن هنا جاءت فكرة تكوين ائتلاف يجمع فنانى مصر فى شتى الفنون، مهمته الأساسية المشاركة الاجتماعية والسياسية للنهوض بهذا البلد. وبالفعل عقدت اجتماعاً مع كبار الفنانين سواء موسيقيين، سينمائيين وقد لاقت الفكرة إعجاب الغالبية وكانت البداية المشاركة فى اعتصام 8/7 الذى جاءت نتيجته دخول مبارك للقفص، ونظراً لأن الفكرة تعود للعبدلله فقد تم توليتى منصب الأمين العام للائتلاف. * ما هو الهدف الرئيسى لائتلاف فنانى الثورة خلال الفترة المقبلة؟ النهوض بالبلد على مستوى الدستور والانتخابات، أى النهوض بالمفهوم السياسى ودعمه من أجل استقرار البلد وذلك من خلال طرح المبادرات لحل ما هو قادم من أزمات وكان آخرها مبادرة إختيار حكومة لإنقاذ الدولة وقد انضم إليها عدد من الشخصيات العامة وتم طرحها على دكتور البرادعى بالتعاون مع الجمعية الوطنية للتغيير، فمن وجهة نظرى فإن ائتلاف فنانى الثورة بمثابة رمانة الميزان وسط حشد كبير من الحركات هدفنا العمل العام وليس العمل السياسى. * صرحت بأن البرادعى خير من يحكم البلد خلال الفترة المقبلة، لماذا؟ نحن نمر بأقسى فترات حياتنا ونحن فى حاجة ماسة إلى شخص فاهم ولديه خطة واضحة، وبعيداً عن الشائعات الجاهلة بكون البرادعى عميلاً لأمريكا وغير ذلك فمن يحسم الأمر هو تاريخ هذا الرجل، وتاريخه يبرهن موقفى فكيف له أن يصبح عميلاً لأمريكا وهو حاصل على جائزة نوبل لرفضه قرار الحرب على العراق، فنحن لا يسعنا سوى الإفتخار برجل مثله وأمثال أحمد زويل، وليس بشرط أن يحكمنا عسكرى وللعلم ليس كل عسكرى سياسياً، ولا يمكن أن تصير ترابيزة المفاوضات عسكر والحرب عسكر ولا مبرر للخوف، فقد نشأنا فى حكم العسكر، ستين عاماً تحت حكم العسكر، فما رأيكم بخوض التجربة خاصة أن البديل نموذج حى لخير من يحكمنا خلال الفترة المقبلة، حتى لا تصبح الأربع سنوات أربعين عاماً، فلابد من شخص مُطلع ومُلم بكل الملفات الساخنة فى العالم لكى يضع الأساس لما هو قادم. فالعسكرى شىء والسياسى شىء آخر وليس هناك مبرر لرفض منح الفرصة لمدنى لتولى الحكم طالما أنه قادرً على إدارة البلد، خاصة أن حكومة شرف اخذلتنا جميعاً وبلاشك فنحن، أنا وباسم شباب جيلى وشباب مصر نحملها وحدها مسئولية كل المشاكل القائمة. * البعض يتوقع فوز الإخوان فى انتخابات مجلس الشعب، فهل هناك مجال لتحجيم الفن أم أنه لا مجال لتحجيم الفن؟ للعلم فأنا مقاطع للانتخابات الحالية، خاصة أن فكرة التطهير لم تتحقق بعد. وأنا لست ضد الإخوان، فهم فصيل موجود ضمن الحركات السياسية والمواطن المصرى لابد أن يختار ولابد من العمل على المنافسة الشريفة، وللعلم نحن نعلم موقف الإخوان من الفن ورؤيتهم بضرورة تحجيب وليس تحجيم الفن ولكن كيف ذلك ونحن بلد جميع مجالاته كيان واحد إذا تأثر جزء منه انهارت الأجزاء الأخرى، فالفن مرتبط بالاقتصاد والسياحة والسياسة وهكذا. لهذا فلا مجال لتحجيم الفن، خاصة أن معنى هذا تحجيم لكافة المجالات المختلفة الأخرى، وللأسف سعى هؤلاء لتحقيق الرضا لقناعتهم الداخلية سوف يجعل الكثيرين يتلفظون بما لا يصح التلفظ به وهو أين عهد مبارك؟ وهو ما نتمنى ألا يحدث وأن نعمل جميعاً لمصلحة البلد وليس لمصالح خاصة. * وما هو دور الائتلاف فى هذه المرحلة؟ التوعية والعمل على أن يصبح التغيير جوهرياً وليس ظاهرياً لكل فنان وتقديم أعمال جادة، ناجحة، ذات مضمون مختلف. * إذاً فأنت معى فى أن تأثير الثورة على الفن ظاهرى وليس جوهريا؟ بالتأكيد، فهناك من لا يزالوا يسعون إلى المصلحة الخاصة، ولا يزالون متمسكين بالمفاهيم القديمة أن النجاح دائماً للأعمال المهمشة وفشل الأعمال الجادة. ولكن هناك من يسعى للحصول على فرصة أفضل ومفاهيم صحيحة وأنا متفائل بشكل كبير للفترة المقبلة وأتوقع دماً جديداً وفرصاً أفضل للشباب، فالثورة لم تأت لتفضل شخصاً على آخر وإنما لابد من العدالة بين الأفراد والتخلص من مفاهيم مثل الشللية. * ولكن لماذا نبرة الإحباط التى أستشعرها أثناء الحديث معك؟ نحن الآن فى معركة، ستظل قائمة حتى نحصل على التخطيط الأفضل لما هو قادم وأهداف الثورة ستتحقق بلا شك فى النهاية ولكن متى لا علم لدينا، كل ما أتمناه أن تصبح توجهاتنا نحو المصلحة العامة والعمل للنهوض بالبلد وأن الفنان يتمتع بالمصداقية والوعى الكافى، بما تحتاجه الأرض فى هذه المرحلة لأن فاقد الشىء لا يعطيه وعدم الثقة بما يحدث الآن سوف يخلق روحاً من عدم المصداقية لما يقدمه الفنان وبهذا يفقد الفنان جمهوره ومشواره. * حدثنا عن ظروف العمل فى مسلسل «الحسن والحسين»، وعن أسباب الهجوم على العمل وجميع المشاركين فيه؟ أولاً الترشيح جاء من شركة الإنتاج، فقد كان ذلك ثانى مشاركة لى مع الشركة بعد مسلسل «خالد بن الوليد»، وقد جذبنى المسلسل بشكل قوى جداً خاصة لتناوله مرحلة شائكة، لم نتجرأ للتقرب منها من قبل، رغم أن معالجة الأمور تأتى من خلال طرحها، ولنتفادى أى ظنون فقد حرصت على سماع إفتاءات يوسف القرضاوى بنفسى الذى وافق على طرح الفكرة وعلى الفور بدأنا التصوير الذى استمر لأكثر من عامين، لضخامة العمل وقد كان ما تمنيناه دائماً أثناء التصوير، وخروج العمل بشكل جيد. تباينت الآراء بلا شك وهذا هو أكبر دليل على نجاح العمل، فنحن فى نزاع طائفى، دائماً هناك مع وضد وهناك عقول متفتحة وهناك المُظلمة والعمل هنا يخلق نوعاً من أنواع المعالجة للصراع الطائفى القائم منذ سنوات، وعلى الرغم من ذلك فإن معظم الآراء إيجابية وأنا فى قمة سعادتى للمشاركة فى عمل بهذا الحجم وبهذه القيمة الفنية. * وماذا عن مسلسل شارع عبدالعزيز و«إياد»، هل جاء صورة واقعية لحال الشباب الآن؟ شخصية «إياد» ما هى إلا جزء من الواقع المُر، ذلك الشاب التائه فهو نموذج حى لحال الشباب الآن، تلك الشخصية الحالمة، التى تنظر للأمور بمفهوم فلسفى حالم، وبمرور الأحداث تحتم عليه الظروف تغيير شكله تفادياً لأى مشاكل ولكن هذا لم يجبره على تغيير مفاهيمه، وقناعاته الداخلية. حتى نزوله إلى السوق وصدامه مع أفكار هدامة كل هذا لم يغير من عقليته وأفكاره البناءة حتى بين تجار السوق، كل هذا ما هو إلا جزء من الواقع الذى يعيشه الشباب الآن «وإياد» رمز لهم. * حدثنا عن الوقوف أمام النجم نور الشريف فى الجزء الثالث من الدالى؟ قمة سعادتى وأنا أشارك فى عمل مع نجم مثل نور الشريف، وقد جاءت مشاركتى من خلال الجزء الثانى للمسلسل خلال الحلقات العشر الأخيرة، ولكن لم تتضح ملامح الشخصية إلا مع الجزء الثالث الذى يمثل مرحلة مرت على مصر وهى مرحلة تأذى فيها الكثيرون والسبب فى ذلك الحكومة ولم يجن مر هذه المرحلة إلا المواطن المصرى. * عمرو القاضى فنان شاب شارك فى عدد من المسلسلات على رأسها «الملك فاروق» خالد بن الوليد»، «ناصر» وأخيراً «الحسن والحسين»، وهى جميعها نوعية معينة من الأعمال، فماذا تجد فى هذه الأعمال لا يمكنك إيجاده فى تجسيدك للشخصيات الأخرى؟ بشكل عام أنا أميل إلى هذه الشخصيات ذات النسيج الإنسانى، لأن بداخل كل منها عنصراً مركباً يجذبنى إليه، فكل عمل محطة مستقلة بذاتها، أعتز بها أما الشخصيات الأخرى فهى بلا طعم ولا رائحة، وكثرتها لا ينتج عنها تاريخ وأنا أعمل من أجل تاريخى حتى تبقى أعمالى مؤثرة فى أذهان المشاهدين لها، رافعة شأن اسمى وموهبتى إلى أعلى دائماً، وأهم شىء ملامسة الواقع الحقيقى للناس والحمد لله فقد حالفنى الحظ على تحقيق هذا التلامس. ولا يزال الحلم مستمراً، فالغاية الأساسية التى أسعى لتحقيقها هى احترام عقلية المشاهد.