لا يستطيع أحد أن ينكر أن مدينة بورسعيد كانت واحدة من أعظم مدن الصمود والتصدي للاحتلال والعدوان الإسرائيلي منذ عام 1956 أيام العدوان الثلاثي علي مصر وحتي أيام حرب التحرير في أكتوبر ..1973 ولا يمكن لأحد أن ينكر الدور العظيم لشعبها العظيم الذي تحمل كثيراً من ويلات الحرب.. وتم تهجير أغلبهم ليتفرقوا في المحافظات المختلفة.. من هنا فإن هذا الشعب لابد أن يستوعب الظروف التي تمر بها بلادنا وما يجري فيها من فتن وأحداث والصبر علي إقامة مباريات كروية علي ملاعب المدينة حتي يعم الأمن والهدوء مرة أخري في كل مدن الجمهورية. لا يمكن وسط هذا الجو المحتقن الملتهب ضد جمهور بورسعيد إقامة أي مباراة من المباريات.. وليس معقولاً أبداً أن تروج وسائل الإعلام أن جمهور المصري ¢ الجرين إيجلز ¢ بأنه سيتعقب المحافظات التي تؤيد الأهلي وأن بياناً صدر فعلا بهذا الشأن بعد أحداث الشغب التي نشبت أثناء مباراة الشرقية والمريخ في دوري الممتاز ¢ ب ¢ بسبب اعتداء ألتراس أهلاوي علي لاعبي المريخ البورسعيدي.. ألتراس أهلاوي آخطأ في ذلك بدون أدني شك.. ومن العيب أن نؤجج نار الفتنة ونزيد حدة التعصب والغضب بين جماهير الكرة في وقت يحتاج فيه الوطن إلي لُحمة كل أبنائه كي يعبر الأزمات التي يعيشها.. ولن يكون مقبولا أن يصدر الجرين إيجلز بياناً بتعقب جماهير كل المحافظات التي تؤيد الأهلي.. وهذا يعني أن جماهير المصري ستدخل في حرب مع كل المحافظات لأنها جميعاً تضم أغلبية من جماهير الأهلي.. ولا يمكن أن يكون ¢ الجرين إيجلز ¢ مصدر تعاسة فريقه لأن أي خطأ سيرتكب سيكون الجزاء فيه مضاعفاً فقد تم تصنيف الجمهور البورسعيدي تحت بند ¢ مشاغب ¢ . إذن لابد للعقلاء في النادي المصري أن يشرحوا لجماهيرهم أن من مات في ستاد بورسعيد يوم مباراة المصري والأهلي 27 مواطناً وليس 27 عصفوراً.. وماذا يمكن أن يكون الوضع عليه لو كان هؤلاء الشهداء من جمهور بورسعيد.. هل كان الآباء والأمهات سيقبلون ذلك.. بيوت كثيرة في مصر أصابتها لوعة وحسرة علي فراق أبنائها وأقاربها.. يشعرون بالغضب.. ولابد أن نشاطرهم نفس الإحساس لا أن نتحدي مشاعرهم.. سلطات الأمن في بورسعيد تخاف علي مواطنيها.. مدوا لها يد العون.. احتكموا إلي المنطق والحق يرحمكم الله.