أثار قرار الرئيس مرسي الأخير الخاص بالاعلان الدستوري الجديد لغطاً واسعاً بين كافة الأطياف السياسية.. من مؤيد لقراراته من التيار الاسلامي باختلاف توجهاته وكذا معارض من الليبراليين والمثقفين وبعض الأفراد الذين لا ينتمون لأي فصيل سياسي.. فالأول يري أنها قرارات حتمية وضرورية لحماية الثورة وتصحيح مسارها الذي تأخر كثيراً وهي خطوة لتطبيق شرع الله وقصاص للمتظاهرين من قتللة الثوار من خلال المحاكم الثورية وإقالة النائب العام. والفريق الثاني يري في هذه القرارات نوعا من الديكتاتورية السياسية والاستحواذ علي السلطة وضمان هيمنة الإخوان علي مقاليد الأمور والذي يتمثل بوضوح في المادة الخاصة بتحصين الجمعية التأسيسية للدستور ومجلس الشوري اللذين يضمان الكثير من الاخوان وكذلك تحصين قرارات الرئيس بعدم جواز الطعن عليها أمام أي هيئة قضائية. الإختلاف أيها السادة أمر طبيعي في أي مكان حتي في المنزل فتجد أن قرارات رب الأسرة في بعض الاحيان لا تلقي قبولاً لدي بعض أفراد البيت فالأب ليس معصوماً من الخطأ فقد يصيب وقد يخطئ ولكن لابد عند الاختلاف أن نستمع إلي وجهة نظره فربما يكون القرار الذي اتخذه فيه الصالح للبيت علي المستوي البعيد وليس القريب.. ولذا أري أن نستمع للرئيس مرسي ونتحاور معه فربما نقتنع أو نقنعه بوجهة نظرنا.. فالقرارات ليست قرآناً منزلاً يمكن أن تتعدل إذا كان في ذلك الصالح العام لكن ما نشاهده من ردود أفعال غاضبة وصلت لحد الاشتباكات بين بعض الافراد وبين الأمن في شارع محمد محمود مثلاً أو مهاجمة أعضاء حزب الحرية والعدالة واحراق مقراته في بعض المحافظات فهذا لا يرضي أحد فالخاسر الوحيد في هذا هو مصر فلابد أن نتعلم ثقافة الاختلاف واحترام الرأي والرأي الآخر والميدان موجود وهو رمز حقيقي للثورة والاعتصام السلمي حق للجميع بشرط ألا نخرب أو نعطل مسيرة العمل لأن الخسائر ستقع علي عاتق المواطن البسيط وسيتحمل وحده تبعيات اصلاح ما أفسده قله من الأفراد غير المسئولين من أعمال تخريبية للمنشآت أو الهيئات فلنهدأ جميعاً ولنجلس علي مائدة الحوار. فمصر لا تتحمل المزيد من الأزمات فيكفي ما كان. يكفينا الاقتصاد المتعثر وهروب الاستثمار إلي افريقيا وأوروبا لأن رأس المال بطبعه جبان يحتاج إلي بلد مستقر ونحن لنا موضوع وقضية ومليونية جديدة كل يوم.. لدرجة أننا عندما نخلد إلي النوم نتساءل عن المشكلة التي سيحملها لنا الصباح الجديد؟! لست مع أو ضد أي فصيل سياسي ولكني مع مصلحة هذا البلد الذي أخشي أن يضيع منا وسط خلافاتنا الكثيرة بسبب وبدون سبب.. أناشد الجميع العمل لصالح هذا الوطن فإن لم يكن لنا مستقبل فيه الآن.. فليكن لأبنائنا فيما بعد حتي يجدوا ما يتذكروننا به ويترحمون علينا من أجله. كما أناشد الدكتور مرسي مناقشة القوي السياسية المختلفة فيما اتخذه من قرارات تهدئة للوضع الحالي فربما إذا لم يفعل تكون هي النار المشتعلة تحت الرماد والتي قد نحترق بها جميعا.