المئات من المواطنين يتوافدون يومياً علي ديوان المظالم في رحلة البحث عن الحقوق الضائعة منذ سنوات وحل المشكلات المتراكمة ورغم مرور شهور علي وصولهم إلي قصور الاتحادية أو القبة وعابدين مازالوا يحلمون بحلها. علي باب قصر القبة يجلس شاب يحمل أوراقاً بيده اقتربنا منه لمعرفة سبب قدومه.. قال اسمي عماد الدين جلال أبلغ من العمر 32 سنة من محافظة البحيرة وظروفي العائلية والمادية صعبة جداً حيث أعمل بشركة النظافة بمعمل طنطا للقاهرة لتكرير البترول وبعد فترة بالعمل بمعمل طنطا واثبات كفاءتي تم إلحاقي بالأمن الصناعي بقسم ورش الصيانة التابع للسلامة والصحة المهنية لكوني أخصائي متقدم سلامة وصحي مهنية ولدي الخبرة الكافية بكل أعمال الأمن الصناعي في شركات البترول فقد الحقوني للعمل معهم بورشة الصيانة بشهادة كل العاملين المثبتين بالقسم تفوقي وحرصي في العمل وحيث إنني من محافظة البحيرة وتكلفة مواصلاتي تقترب من 15 جنيها في ا ليوم واليومية لي كعامل مقاول نظافة 20 جنيها كما أنني حصلت علي مؤهلات كثيرة منه علي سبيل المثال لا الحصر حصولي علي بكالوريوس أخصائي تكنولوجيا رقابة جودة وانتاج بتقدير جيد جداً وترتيبي الأول علي الدفعة كما حصلت علي براءة اختراع من أكاديمية البحث العلمي تحت اشراف أساتذة من كلية الهندسة. رغم كل هذه المؤهلات والدورات جئت أحمل أملا وحيدا وأرجو من الله تحقيقه وهو تحويلي من عامل باليومية للعمل بعقد بالشركة نظراً لظروفي حتي استطيع مساعدة والدي ووالدتي المسنين ولتكملة حياتي العلمية والعائلية. * أمام قصر القبة قابلنا اقبال طه يطلب سماع شكواه قال كنت أعمل في مصنع 27 الحربي من سنة 79 حتي 86 ووصلت فترة العمل إلي 9 سنوات وشهد لي كل رؤسائي وزملائي بالعمل بالكفاءة وحسن الخلق الا ان ابتلاني الله بالمرض وانقطعت عن العمل لمدة 30 يوما وفصلت عن العمل ولم يرحمني أحد ولم يراع ظروفي الصحية ومن هذا التاريخ تقدمت بطلبات كثيرة والتماسات لعودتي الي العمل حيث أعول خمسة أولاد في مراحل التعليم المختلفة لذا قررت تقديم شكوي للرئيس لعله ينصفني. * وعلي بعد أمتار من إقبال طه وجدنا مواطنا آخر يحمل بيده دوسيها مليئاً بالأوراق تحدثنا معه قال اسمي فيصل محمد من مدينة القنايات محافظة الشرقية أبلغ من العمر 57 عاماً أعيش وحيداً لم تزوج نظراً لظروفي الصحية الصعبة واصابتي بالفشل الكلوي واجراء ثلاث جلسات في الاسبوع ولم يكتف القدر بذلك بل أصبت بسرطان في المثانة وأجريت جراحة لاستئصالها علاوة علي استئصال الكلي اليسري بعد ان توقفت تماماً عن العمل فحضرت إلي ديوان المظالم حاملاً أملاً في الحصول علي كشك في نظافة حي الأزبكية بعد ان تقدمت بطلب منذ 5 شهور لرئيس الحي وحتي الان لم يتم الرد: وبعد ان طال انتظار جلال محمود لمعرفة الرد علي الشكوي التي تقدم بها إلي ديوان المظالم منذ 3 شهور قرر ان يقيم أمام مقر الاتحادية حيث قال والدموع تملأ عينيه حصلت علي بكالوريوس الخدمة الاجتماعية دفعة 2002 ولعدم وجود أي وظائف بالقطاع الحكومي واضطررت للعمل "مكوجي" بأحد مصانع الملابس من أجل الانفاق علي زوجتي وأولادي الصغار وبسبب قانون الايجار الجديد بدأت عملية الانتقال من شقة إلي آخر بعد انتهاء مدة العقد إلي ان تعاقدت علي شقة وسددت مبلغ 1000 جنيه بالاستدانة من كل أقاربي وأصدقائي وقد ألجمت الديون إلي ان وصلت ل 20 ألف جنيه ولا أقدر علي السداد بسبب ظروفي المادية الصعبة والدخل الشهري الذي لا يتجاوز 700 جنيه ومصروفات أبنائي لذلك جئت لمناشدة رئيس الجمهورية بمساعدتي في سداد الديون ومنحي شقة من المحافظة.