صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس بأن فرنسا ستبحث قضية مد قوات المعارضة السورية بالسلاح مع شركائها الاوروبيين خلال الاسابيع القليلة القادمة بعد ان تشكل ائتلاف وطني للمعارضة السورية. قال فابيوس لراديو "ار.تي.ال" إن فرنسا تشعر بالقلق من اضفاء طابع عسكري علي الصراع المندلع في سوريا منذ 20 شهرا لكنها قلقة كذلك من ترك المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بدون حماية من عمليات القصف. وصرح بأن باريس تجري محادثات مع موسكو ومع الاخضر الابراهيمي مبعوث الاممالمتحدة الخاص لسوريا للتوصل الي حل بينما تنتظر ان يشكل الائتلاف الوطني السوري حكومة مؤقتة خلال الاسابيع المقبلة مما يفتح الطريق امام مدها بالسلاح. وأصبحت فرنسا يوم الثلاثاء اول دولة أوروبية تعترف بالائتلاف السوري كممثل وحيد للشعب السوري وقالت انها تتطلع لتسليح مقاتلي المعارضة الذين يحاربون قوات الرئيس السوري بشار الاسد فور تشكيل حكومة مؤقتة. وصرح فابيوس بأن الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند سيلتقي مع جورج صبرا الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري في باريس غدا. وأصبح المجلس الوطني السوري الان اقلية في الائتلاف الوطني الاوسع تمثيلا. في اثناء ذلك قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان اكثر من 39 ألف شخص قتلوا في سوريا منذ بدء الانتفاضة ضد الرئيس السوري فضلا عن جود الاف القتلي غير الموثقين والاف المفقودين. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن ان عدد القتلي 39112 شخصا منهم 27410 من المدنيين و1359 من الجنود المنشقين عن الجيش السوري و9800 من عناصر القوات النظامية. من جهة اخري قال شاهد عيان إن تركيا أرسلت طائرات مقاتلة الي حدودها الجنوبية الشرقية مع سوريا امس وذلك لليوم الثاني بعد هجوم جوي شنته الطائرات الحربية السورية هذا الأسبوع علي بلدة رأس العين الحدودية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وقال الشاهد في بلدة جيلان بينار التركية المتاخمة لرأس العين إنه رأي طائرتين تركيتين علي الحدود. وأضاف أنه لا توجد علامات علي وجود اشتباكات في رأس العين بعد عدة أيام من القصف الذي قامت به قوات الرئيس بشار الأسد. واجتاح مقاتلو المعارضة البلدة الاسبوع الماضي خلال توغل في شمال شرق سوريا الذي يسكنه خليط من العرب والأكراد مما تسبب في واحدة من اكبر موجات نزوح اللاجئين خلال الصراع الذي بدأ منذ 20 شهرا. ووعدت تركيا بالدفاع عن نفسها إذا امتدت أعمال العنف اليها من سوريا وتقول إنها أطلقت النيران عدة مرات ردا علي أعيرة نارية وقذائف مورتر طائشة سقطت في اراضيها. وسمع شهود أصوات مقاتلات تركية قرب الحدود يوم الأربعاء بعد قصف مقاتلة سورية لرأس العين مما دفع المزيد من اللاجئين السوريين الي النزوح عبر الإسلاك الشائكة التي تفصل البلدة عن تركيا. من جهة اخري قالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي إن رصاصة طائشة انطلقت من سوريا واستقرت بالقرب من موقع عسكري إسرائيلي في هضبة الجولان المحتلة امس دون أن تحدث إصابات أو أضرارا. وأعلنت اسرائيل حالة التأهب القصوي مع سوريا في الشمال بعد أن بدأ القتال بين قوات الرئيس بشار الأسد ومقاتلي المعارضة يتجاوز خط الهدنة في الأسابيع القليلة الماضية. وردت اسرائيل بإطلاق النار مرتين هذا الأسبوع بعد أن سقطت قذائف مورتر طائشة علي جانبها من الحدود في أول اشتباك من نوعه في المنطقة منذ عام 1973. ولا توجد مؤشرات علي أن القوات الاسرائيلية ردت علي الرصاصة التي سقطت علي الجولان في وقت تدور فيه اشتباكات بين اسرائيل ونشطاء فلسطينيين بقطاع غزة. ولاتزال سوريا واسرائيل في حالة حرب من الناحية الرسمية لكن الهدوء يسود هضبة الجولان منذ عقود.