طالعتنا وسائل الإعلام بأخبار عقاب المعلمين للتلاميذ والطلاب في كافة المراحل التعليمية والذي تنوع بين تنظيف أحذية المدرسين وكسر الأصابع وقص شعر طفلة لإجبارها علي ارتداء الحجاب والجلد بالسلك الكهربي والركل بالأقدام وغيرها مثل التحرش بالصغيرات من مدرس موتور جنسيا حتي أنه يري الطفلة كامرأة مكتملة الأنوثة فيقدم علي فعلته الشنعاء . وحينما أعود بالذاكرة إلي طفولتي في المدرسة الابتدائية أجد أن المحبة والحنان كان بين المدرسة والتلاميذ وكانت المعلمة هي رائدة الفصل والقدوة للصغار نقلدها ونحترم كلمتها وتشجعنا وتحنو علينا وكأنها أمنا وكانت تقضي معنا أربع سنوات دراسية من الصف الأول حتي الرابع فنرتبط بها ونستفيد من شرحها ولم نكن نعرف الدروس الخصوصية لأن الشرح كان وافيا ولا تتركنا المعلمة إلا وكلنا قد فهمنا الدرس. أما المدرسة فكانت تتسع للأنشطة الرياضية والفنية والموسيقية وكانت للمكتبة حصة نطلع فيها علي مختلف الكتب فنزداد ثقافة ومعرفة ولا نكتفي بما نتلقاه من المناهج الدراسية من معلومات فتبرز مواهبنا الأدبية ونقدم المشاركات الثقافية في الإذاعة المدرسية ونقيم الحفلات في نهاية العام ونحصل علي جوائز عينية تقديرا للتفوق وتعلق لوحاتنا الفنية علي جدران سلالم المدرسة تشجعيا لمواهبنا في الرسم. ومن ذكرياتي في مدرسة الجلاء الابتدائية بحي الظاهر أذكر معلمتي ليلي جلال التي قضينا معها أربعة أعوام وأحببناها جميعا وكانت تعاملنا مثل أولادها وقد حدث أن كاد فصلنا في الدور الأخير ينهار فوق رءوسنا فقامت إدارة المدرسة بنقلنا من المدرسة إلي أخري بعيدة فسرنا إليها ونحن نبكي علي فراق أبلة ليلي التي بقيت في المدرسة.