تباينت ردود أفعال القوي السياسية حول نجاح مليونية مصر مش عزبة واعتبرتها بعض القوي رسالة قوية للنظام حتي ينظر لمطالب الثورة وحل التأسيسية وتحقيق العدالة الاجتماعية فيما اعتبرها بعض شباب الثورة أنها تحولت لمعركة مع الاخوان ونسيت مطالب الثورة مشيرين إلي أن بعض الأحزاب حولتها لدعاية انتخابية. قال أحمد عبدالرحمن منسق ائتلاف بيت الثورة ان مليونية الأمس للأسف الشديد ركزت علي أزمة القوي السياسية وبعض الأحزاب مع جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة دون أن تركز علي المطالب الأساسية التي تمت الدعوة فيها للمليونية وهي الدستور والعدالة الاجتماعية والقصاص للشهداء. أضاف أن القوي السياسية لم تظهر بالميدان واستأثرت جميلة إسماعيل بالمنصة مما أدي لابتعاد الكثيرين عن المنصة ولم يصعد إليها أحد وأن الشباب لا يريدون المناصب ولا المقاعد البرلمانية وما حدث كان أشبه بالدعاية الانتخابية لحزب وكيان واحد وهو نفس ما كانوا يعيبون عليه من الاخوان المسلمين. طالب الرئيس بعقد لقاء عاجل مع شباب الثورة مثلما عقد أكثر من لقاء مع الأحزاب القوي السياسية لأن الشباب هم المحرك الرئيسي للثورة وسيظلون كذلك حتي تتحقق جميع المطالب. فيما أكد محمد سلامة الهلالي منسق اتحاد وشباب الثورة المستقلين أن شرارة انتزاع الشرعية الثورية انطلقت مرة اخري مشيراً إلي أن ما يحدث الآن هو انتهاك وتمزيق لأهداف الثورة وتهميش للشباب لصالح القوي السياسية وهو ما حدث في مليونية .. "مصر مش عزبة" وحولتها الأحزاب .. لعزبة بعد أن أقصت شباب الثورة من المستقلين وممن لا ينتمون لأحزاب الشباب بعيداً عن منصة الميدان. قال إن شباب الثورة ضاقوا ذرعاً بما يحدث في البلد من محاولات لتقسيم التورتة السياسية فيما بين القوي السياسية الليبرالية والتيار الإسلامي لحصد أكبر عدد من مقاعد البرلمانية القادم وانتخابات المحليات. قال عصام الشريف منسق الجبهة الحرة للتغيير السلمي إن مليونية "مصر مش عزبة" وجهت رسالة قوية للنظام الحاكم أن الشعب لن يقبل بصورة النظام القديم في صورة جديدة وتستمر نفس السياسات والاتهامات .. مطالباً بحل الجمعية التأسيسية التي لا تعبر عن الشعب المصري وقواة السياسية والقصاص لشهداء الثورة وتحقيق العدالة الاجتماعية. أكد د. أحمد سعيد رئيس حزب المصريين الأحرار أن خروج الشعب المصري أمس بمختلف أطيافه السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمثقفين والفنانين وشباب الجامعات يعيد مرة اخري للمصريين ذاكرة ثورة 25يناير ويؤكد إصرارها علي عدم التفريط في مبادئها ورفضها كل محاولات الاختطاف والتشويه وانفراد فصيل سياسي واحد بتحديد مستقبل وهوية مصر. وقال أحمد سعيد إن الآلاف الذين خرجوا في القاهرة والاسكندرية وجميع محافظات مصر حملوا جميعاً رسالة واحدة للنظام الحاكم وجماعات الإسلام السياسي تقول إن المصريين لن يقبلوا بدستور طائفي وعنصري يقمع المرأة ويمزق نسيج الأمة ويضرب الحريات في مقتل ويؤسس لدولة دينية. أضاف أن الهتاف المدوي الذي ردده المصريون أمس عيش حرية .. إسقاط التأسيسية بمثابة استفتاء شعب تلقائي يقول بصوت واحد "لا لجمعية الدستور الباطلة" .. و"لا للنصوص الدستورية التي أنتهوا إليها ويستعدون لفرضها علي الشعب المصري". وأوضح أحمد سعيد أن المليونية أكدت عزم الأحزاب المدنية وأطياف التيار الديمقراطي الواسع في مصر علي الوحدة وتجميع صفوفها في جبهة قوية للمعارضة ستكون شوكة في حلق أعدائها وتتصدي بكل قوة إلي كافة أشكال الهيمنة علي دستور مصر ومحاولات الاخوان السيطرة علي مفاصل الدولة .. مؤكداً أن الأيام القادمة سوف تشهد تحركاً واسعاً لاستثمار الزخم الذي أحدثته مليونية "مصر مش عزبة" للاتفاق علي آليات التحرك القادم بتنسيق كامل مع القوي الوطنية الديمقراطية.. وقال سعيد إن المليونية التي خرجت بدون حشد للانصار بالاتوبيسات من الأقاليم وبدون وجبات طعام أو شعارات تستغل الدين أو تثير الفتنة تأتي كإنذار شديد اللهجة للنظام وللاخوان وميليشياتهم بأن الثورة يمكن أن تعود إلي الميدان في أي لحظة ويمكنها الاطاحة بخصومها.