** الخميس : الدكتور عصمت سيف الدولة مستشار الرئيس للشئون السياسية قال في لقاء مع طلبة جامعة الأزهر.. أن النظام الحالي والإخوان سيقومون بعد تثبيت أرجلهم في الحكم بتطهير كل المؤسسات من بقايا النظام السابق ويكنسون كل أنصار هذا النظام. والزميل عمر عبدالجواد في "الجمهورية" هو الذي أنفرد بتفاصيل هذا اللقاء والتصريح الخطير الذي أدلي به مستشار رئيس الجمهورية والذي يفصح عن نوايا تصفوية إنتقامية. ففي الوقت الذي نتحدث فيه عن أهمية المصالحة الوطنية وبعث الإطمئنان والآمان في نفوس الجميع لتهدأ مصر قليلاً وتتفرغ إلي العمل ويعود الاستقرار فإن مستشار رئيس الجمهورية يبشرنا بمفاجآت وملاحقات قادمة تحت مسمي التخلص من بقايا النظام السابق في مؤسسات الدولة!! إننا نشهد أوضاعا إقتصادية متدهورة. وجمودا في حركة السوق وضخ الاستثمارات الجديدة.. وتزايدا في معدلات التضخم والبطالة. وهي أمور تعني أن علينا أن نتوقف عن النظر للوراء وأن ندعو الجميع إلي المشاركة وفق أسس ومعطيات جديدة. وبعيدا عن أسلوب التربص وتصفية الحسابات. فنحن الآن لانصفي حسابات شخصية وفئوية فقط.. نحن نصفي الوطن كله..! *** ** الجمعة : واذا كنا نتحدث عن فتح الملفات وعن الكسب غير المشروع فإننا لايجب أن نهتم فقط بالاشخاص الذين خرجوا عن القانون وأثروا علي حساب الشعب واستغلوا مناصبهم في التربح غير المشروع. فالعقوبة يجب أن تمتد إلي الأجهزة الرقابية في الدولة التي كانت علي علم مسبق بكل ذلك. والتي تحتفظ بملفات جاهزة لكل هذه المخالفات ولم تفعل شيئا وأثرت الصمت. بل وكانت كثرة الملفات والمخالفات هي معيار اسناد الوظائف القيادية. فكلما تضخمت وقائع الفساد وإحتوتها الملفات كلما كان المسئول الذي سيتم تعيينه أكثر سهولة وانقيادا وتنفيذا للأوامر ويتم إحتواؤه منذ اليوم الأول لعمله..! *** ** السبت : وأين بعض المرشحين السابقين للرئاسة من الأحداث الأخيرة علي الساحة السياسية. وخاصة مايتعلق بموقعة "الجمل" في طبعتها الجديدة يوم الجمعة الماضية؟ لماذا التزموا الصمت وأصبح كلامهم مجرد "تغريدات" علي "تويتر" وعلي إستحياء..! هل أصبحوا يخشون هم أيضا من فتح ملفاتهم ومصادر تمويل حملاتهم الإنتخابية. أم أن في الاختفاء صفقات سياسية قادمة..! إن أحمد شفيق وحده هو من يرفع صوته بالمعارضة. ولكن المعارضة في الخارج هي أشبه بما يفعله بعض "الحنجوريين" من المناضلين في بلادنا حين يجلسون في أفخر الفنادق ليتحدثوا عن معاناة سكان "الدويقة"! *** ** الأحد : والناشطة أسماء محفوظ التي تعشق الكاميرا والأضواء ذهبت إلي بروكسل لتحضر نقاشا جري في البرلمان الأوروبي تحت عنوان "أصوات من أجل الديمقراطية" ووجهت دعوة إلي الشباب الأوروبي لمشاركة الشباب العربي والأمريكي في ثورة عالمية ضد الظلم والاستبداد والقهر وللمطالبة بالحرية والعدالة. ورئيس البرلمان الأوروبي رد عليها بالقول.. أن الوضع في أوربا مختلف عن الدول التي عرفت الربيع العربي. فلا يوجد في قادة أوربا مبارك أو بن علي..! والحضور رفضوا التصفيق لأسماء عندما دعت إلي ثورة جديدة.. ولم يصفقوا لها إلا بعد أن خففت حدة لهجتها وقالت أنها تدعو إلي ثورة ثقافية وتعليمية..! ولا تعليق..! *** ** الإثنين : يتحدث البعض عن التحقيق مع المشير حسين طنطاوي ونائبه الفريق سامي عنان بتهم قتل المتظاهرين في الأحداث التي تلت تنحي الرئيس المخلوع مبارك والتي سقط خلالها عشرات القتلي..! ولنا أن نقول كلمتنا في ذلك في إطار حق التعبير عن الرأي. ونحن نري أن المشير طنطاوي والجيش كانا سببا في حماية الثورة ونجاحها. وأن هذه الاتهامات تزج بالمؤسسة العسكرية في لعبة الملاحقات وتصفية الحسابات والانتقام مع أنه لولا دور المؤسسة العسكرية ما كانت عملية تسليم السلطة العسكرية إلي سلطة مدنية قد تمت..! ان طنطاوي كان في مقدوره أن يبقي رئيسا للسلطة الانتقالية في وقت كان فيه البعض يشجعه علي ذلك. ولكنه التزم بكلمته ووعده في برنامج تسليم السلطة.. ولو كان طرفا في مؤامرة ضد المتظاهرين والثوار ما كان قد التزم بتنفيذ وعوده ..! *** ** الثلاثاء : ولا بد أن تبادر مؤسسة الرئاسة إلي معالجة وتدارك الارتباك الموجود داخلها وهو ارتباك ليس قاصرا عليها وحدها إذ أنه يؤدي إلي إرتباك البلد كلها. ودخولنا في مرحلة من الفوضي والتضارب في القرارات والاستهانة بالسلطة وهيبتها. فقد أوقعوا الرئيس في حرج مع السلطة القضائية عندما أقنعوه بعودة مجلس الشعب المنحل. ووضعوه في حرج أخر مع النائب العام عندما أقاله وتراجع عن قراره وأحرجوه كذلك بتصريحات فيها من التجاوز مايثير الكثير من المشاكل والمعارك للرئيس الذي سيضطر في النهاية إلي التخلص منهم جميعا. والحوار الذي دار بين مستشار الرئيس الدكتور سيف عبدالفتاح ومرتضي منصور في برنامج تليفزيوني تبادلا فيه السب والقذف خير مثال علي هذا الاسلوب في التعامل والحوار..! وبالمناسبة.. هل هناك تنسيق وتعاون بين مكتب الرئيس.. ومكتب نائب الرئيس.. وهل يتحدثان نفس اللغة..!! *** ** الأربعاء : ما يحدث في العديد من المحاكمات الآن هو نوع من البلطجة الجماعية والخروج علي القانون. ففي أولي جلسات محاكمة الشيخ عبدالله بدر بتهمة سب وقذف الفنانة الهام شاهين فإن انصار الشيخ الذي وصل عددهم الي 150 شخصا ظلوا يهتفون داخل قاعة المحكمة "لا إله إلا الله.. الشعب يريد تطبيق شرع الله" وحاولوا أيضا كسر باب قاعة المحكمة للفتك بدفاع الهام شاهين وأنصارها..! وهذا الذي ذكرته صحيفة "الوفد" يمثل إرهابا للسلطة القضائية وتأثيرا علي قراراتها وتدخلا أيضا في أعمالها. إننا في هذا لاندافع عن الفن والفنانين فهم أجدر بالدفاع عن أنفسهم ولكننا نتحدث عن ضمانات العدل للجميع في وقت لايستبعد فيه أن يحاكم كل صاحب رأي وفكر بأنه "كافر" و"مرتد" فهكذا أفتي الشيخ وجدي غنيم حيث اتهم كل ليبرالي وعلماني بأنه "مرتد".. وربنا يكرمه.. ده طلع عالم حقيقي ومكشوف عنه الحجاب فهو يقرأ أيضا ما في داخل الصدور والقلوب..!