على مدى السنوات القليلة الماضية كانت الشاشات اللمسية، ولاتزال، هي الموجة السائدة في عالم الأجهزة الإلكترونية، خصوصاً في الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية، ربما باعتبار التحكم عبر اللمس أقرب إلى ما اعتدناه بالمقارنة مع الأزرار واختصارات لوحة المفاتيح، وفي الآونة الأخيرة ركزت شركات عدة على تقديم أجهزة التحكم من خلال الإيماءات، على غرار جهاز ?كينكت? من ?مايكروسوفت?، لكن ظلت هذه التقنيات بعيدة إلى حد كبير عن الهواتف الذكية. ويبدو أن هذا الأمر في طريقه إلى التغير قريباً، إذ طرحت شركة ?إليبتيك لابز? النرويجية تقنية تحكم عبر الإيماءات، تعتمد على الموجات فوق الصوتية، ووقعت اتفاقات مع مصنعين للهواتف الذكية لدمج التقنية في بعض هواتفهم وحواسيبهم اللوحية، ومن المتوقع أن تصل إلى الأسواق بحلول العام المقبل. ومن شأن دمج التحكم عبر الإشارات في الهواتف أن يفتح الباب أمام تطوير ألعاب وتطبيقات جديدة، وأن يُغير طريقة استخدام وتصفح بعض التطبيقات القائمة، إضافة إلى علاج مشكلة استخدام الهاتف أثناء انشغال اليدين بعمل آخر، أو حال اتساخهما. وتستخدم تقنية ?إليبتيك? الموجات فوق الصوتية للتعرف إلى إيماءات المستخدمين وحركات أيديهم، ويتطلب دمجها في الهاتف إضافة جهاز إرسال واستقبال يُصدر أصواتاً ذات نبرة عالية، ومن ثم يرصد حدوث أي اعتراض لها، بما يُمكنه من تحديد موضع اليد وطبيعة حركتها، وأيضاً ما يراوح بين ثلاثة إلى أربعة مكبرات للصوت للتعرف بدقة إلى الأصوات المحيطة بالهاتف في جميع الاتجاهات، إضافة إلى الجانب البرمجي أو التطبيق الذي يُفسر ذلك للهاتف. وتتيح تقنية شركة ?إليبتيك?، التي تأسست عام 2006، اكتشاف الإيماءات ضمن مسافة تصل إلى متر، ما يعني إمكانية اكتشاف الإيماءات في الهواء، ما يسمح للمستخدمين بأداء حركات مختلفة للتحكم في الهاتف والتطبيقات والألعاب. ونظراً لاعتماد التقنية على الصوت بدلاً من الصورة، يمكنها أن ترصد الحركات التي تجري في اتجاهات مختلفة بزاوية 180 درجة، سواء أعلى الهاتف أو أسفل منه، أو أمامه مباشرة أو على الجانبين، كما تعمل في الظلام، وتتسم بتوفيرها في استخدام الطاقة. وتختلف تقنية استشعار الإيماءات من ?إليبتيك? عن غيرها مثل جهاز ?كينكت?، الذي يعتمد على الأشعة تحت الحمراء، وهي ما يعتمد عليه أيضاً هاتف ?سامسونغ غالاكسي إس 4?، الذي يمكنه التعرف إلى حركات المستخدم ضمن المساحة القريبة من الهاتف.