تزامناً مع الذكرى التسعون لاكتشاف مقبرة توت عنخ أمون، فإن نسخة طبق الأصل تقريباً من تلك المقبرة وصلت مصر يوم الأربعاء الماضي... وهذه النسخة هى هدية لجمهورية مصر العربية من مؤسسة فاكتوم ( مدريد ) وجمعية اصدقاء المقابر الملكية المصرية ( زيورخ ) وجامعة بازل. وسوف يتم عرض المقبرة- المصممة من قبل ورشة فكتوم الفنية بمدريد- بشكل مؤقت في القاهرة أثناء المؤتمر الذي سيعقده فريق العمل الخاص بالاتحاد الأوروبي عن السياحة والاستثمار المرن في 13 و 14 نوفمبر. وقد ظلت مقبرة توت عنخ آمون مختبئة لمدة 3000 عام ، ولكنها تدهورت بسرعة منذ اكتشافها قبل 90 عاما،- ولم يحدث ذلك بسبب الإهمال ولكن لأنه لم يتم بناء المقبرة لاستيعاب تلك الأعداد الكبيرة من الناس الذين يزورونها كل يوم. وبالتعاون مع جامعة بازل، قام المجلس الأعلى للآثار بدعم الجهد للحفاظ على المقابر الملكية. وقد تطلب الأمر ثلاث سنوات لتستطيع ورشة فاكتوم آرتِ الفنية لانتهاء من النسخة المتطابقة لمقبرة توت عنخ أمون. وقد تطلب العمل تطوير تقنيات حديثة لتصوير المقابر والوصول للطريقة المثلى لإنتاج نسخ طبق الأصل منها؛ حيث لم تكن هناك أي محاولات سابقة لمشروع بهذا الحجم من قبل. وفي عام 2010 قام المجلس الأعلى للآثار بتحديد موقع دائم في مدخل وادي الملوك بالقرب من كارترز هاوس لإقامة النسخة المطابقة وذلك لخلق التزام جمهوري تجاه السياحة المستدامة في مصر. والهدف من ذلك إنه سيعطي السياح فرصة لفهم تاريخ المقابر المصرية القديمة منذ أن تم اكتشافها وتشجيع المحافظة على الموقع الأصلي ووضع مصر في صدارة العالم فيما يتعلق بتطبيق التكنولوجيا والمهارات اليدوية. ومن المتوقع أن تجتذب نسخة مقبرة توت عنخ أمون ما يربو عن نصف مليون سائح نزيل سنوياً. ومن المخطط نقل النسخة إلى موقعها المخصص الكائن خلف كارترز هاوس في وادي الملوك حيث سيتم وضعها بصورة دائمة للعرض على الجمهور قبل ابريل 2013. أما المقبرة الأصلية فهي مفتوحة للزوار حاليا (وقد أعلن المجلس الأعلى للآثار في يناير 2011 عن قُرب إغلاقها لحماية أسطحها الهشة).