أبوظبي:- أعلن سفير سوريا في الإمارات عبد اللطيف الدباغ انشقاقه عن النظام الرئيس السوري بشار الأسد يوم الأربعاء، احتجاجا على المجازر التي يرتكبها النظام ضد المدنيين.وكانت زوجته وهي السفيرة السورية في قبرص لمياء الحريري أعلنت أمس انشقاقها عن النظام السوري، ووصلت إلى قطر. وكشفت المعلومات أن الدباغ حاول مغادرة مطار دمشق مساء أمس قبيل انشقاق السفيرة السورية في قبرص، إلا أن أمن المطار منعه من المغادرة لأنه لا يحمل إذنا من وزارة الخارجية بالسفر. يشار إلى أن النظام السوري تعرض، خلال الأسابيع القليلة الماضية، لعدة هزات من الداخل، بعد انشقاق السفير السوري في العراق نواف الفارس وذهابه إلى قطر، ثم انشقاق العميد مناف طلاس، وسفره إلى فرنسا، وهو المعروف بعلاقته وقربه من الرئيس السوري بشار الأسد. ودعا العميد طلاس؛ الجيش السوري إلى رفض ما سماه "النهج الإجرامي" لنظام الرئيس بشار الأسد. وقال طلاس -في بيان تلفزيوني بثته قناة "العربية"- "أتحدث إليكم ليس كمسئول بل كأحد أبناء سوريا؛ أحد أبناء الجيش العربي السوري الرافض للنهج الإجرامي لهذا النظام الفاسد". وكانت تلك أول تصريحات علنية لطلاس -الذي كان ضمن الدائرة المقربة من الأسد وضابطا كبيرا في الحرس الجمهوري- منذ انشقاقه في وقت سابق هذا الشهر. وطلاس الذي كان والده مصطفى طلاس وزيرا للدفاع في سوريا لمدة 32 عاما؛ وكان مقربا من والد الأسد الرئيس الراحل حافظ الأسد لم يقدم دعوة صريحة للجنود للانشقاق؛ على عكس عشرات الضباط السنة الكبار الذين انشقوا عن الجيش منذ بداية الانتفاضة التي بدأت قبل 16 شهرا. وقال إن "الحفاظ على الوحدة الوطنية تمثل أولوية في مرحلة ما بعد الأسد". وتابع: "أطل عليكم مترحما على أرواح شهداء هذه الثورة العظيمة؛ وداعيا لفعل المستحيل من أجل الحفاظ على وحدة سوريا وضمان الشروع في بناء سوريا الجديدة". وأضاف طلاس -من مكان غير معلوم- "واجبنا اليوم كسوريين هو تطمين بعضنا البعض وتفويت الفرصة على هذا النظام وكل من يريد تأجيج الصراع بيننا كسوريين". ومعظم ضباط الجيش السوري من الطائفة العلوية التي ينتمي لها الأسد؛ والتي هيمنت على هيكل السلطة على مدى العقود الخمسة الماضية في البلاد التي يقطنها أغلبية سنية. ويشغل الضباط السنة في الجيش عادة الوظائف الإدارية؛ ويقوم جهاز المخابرات الذي يغلب عليه العلويون بمراقبتهم عن كثب. وينحدر طلاس من الرستن فى محافظة حمص (وسط)، المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ أشهر طويلة والتى تعتبر معقلا للجيش السورى الحر، وكان صديق طفولة لبشار الأسد، بحكم العلاقة الوثيقة بين العائلتين.