القاهرة : - قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون تعليقا على المظاهرات والاحتجاجات خلال زيارتها لمصر إنها شهدت ذلك كثيرا لدرجة أنها لا تتذكر عدد المرات، مشيرة إلى أن الاحتجاجات ليست ظاهرة فريدة تقتصر على مصر، وأنها شهدت أحداثا مماثلة في بلدها وفي إسرائيل ومجتمعات أخرى نابضة بالحياة، حيث تشكل الاحتجاجات جزء من نسيج النظام الديمقراطي. وأوضحت أن رؤية الناس تعبر عن نفسها، حتى ولو كان ذلك بناء على افتراضات واستنتاجات خاطئة تماما، يمثل علامة على البيئة الأكثر تحررا التي تتمتع بها مصر الآن.. كما أنها دليل على أن الشعب المصري لا يزال يشعر بالقلق إزاء المستقبل.. وأنه ليس متأكدا بعد بشأن الطريق إلى الأمام. وقالت - وفقا لجريدة الوفد - إن الشعب المصري أصبح لديه رئيس منتخب، ولكن ليس لديه برلمان ولا دستور ولا حكومة.. وأضافت: "لذلك أعتقد أنه من المفهوم أن هناك العديد من علامات الاستفهام والكثير من القلق بشأن ما قد أو قد لا يحدث". وشددت كلينتون على أنه كلما تم الإسراع في تشكيل حكومة تتولى المسئولية ويمكن مساءلتها، كلما كان الناس قادرين على رسم القرارات، لأن الكلمات لا تعني ما تعنيه الأفعال.. مشيرة إلى أنها بالتالي لم تشعر بالانزعاج ولكنها شعرت بالارتياح لعدم إصابة أحد بأذى، كما لم تكن سعيدة لأنه قد تم إهدار طماطم جيدة.. وبخلاف ذلك، فإن الأمر لم يكن مزعجا. وأصابت إحدى ثمار الطماطم مسؤولا مصريا في وجهه وسقطت أحذية وزجاجة مياه قرب السيارات المصفحة التي تقل وفد كلينتون بمدينة الاسكندرية بعدما القت كلمة عن الحقوق الديمقراطية. وهتف المتظاهرون وفقا لوكالة رويترز "مونيكا .. مونيكا" في إشارة إلى علاقة الرئيس الاسبق بيل كلينتون زوج وزيرة الخارجية الامريكية بمونيكا لوينسكي عندما كان في البيت الابيض. وقال مسؤول أمني مصري إن البعض رددوا في وقت سابق هتافات تطالب كلينتون بمغادرة البلاد. وأصبحت المظاهرات ظاهرة شائعة في مصر منذ ان اطاحت العام الماضي احتجاجات شعبية حاشدة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك وهو حليف قديم لواشنطن. وتسيطر على مصر حالة من عدم اليقين السياسي حيث تنخرط قوتان ضخمتان هما الجيش والاخوان المسلمين في صراع على السلطة في البلد الذي يظل بدون دستور دائم او برلمان او حكومة. وفي كلمة بالقنصلية الامريكية التي أعيد افتتاحها بالإسكندرية رفضت كلينتون تلميحات بان الولاياتالمتحدة التي ظلت لفترة طويلة تدعم مبارك تدعم فصيلا معينا أو آخر في مصر بعد الاطاحة بالرئيس السابق العام الماضي. وقالت كلينتون "أريد أن أقول بوضوح إن الولاياتالمتحدة ليست معنية باختيار فائزين وخاسرين في مصر حتى لو كنا نستطيع.. ونحن بالطبع لا نستطيع." واضافت "نحن على استعداد للعمل معكم حسبما تخططون مساركم وحسبما تقيمون ديمقراطيتكم ... نحن نريد الوقوف الى جانب المبادىء والقيم وليس الاشخاص والاحزاب.