لن تكون مواجهة منتخب انجلترا الاثنين في كأس اوروبا 2012 لكرة القدم عادية بالنسبة الى الدوليين الفرنسيين المحترفين في الدوري الانجليزي, سبعة لاعبين من تشكيلة المدرب لوران بلان يحترفون في انجلترا، احدى اكثر البطولات لمعانا في العالم، وهم باتريس ايفرا (مانشستر يونايتد) ويوهان كاباي وحاتم بن عرفة (نيوكاسل) وفلوران مالودا (تشيلسي) وسمير نصري وغايل كليشي (مانشستر سيتي) ولوران كوسيلني (ارسنال). وإذا كان الدوري الفرنسي الاكثر تمثيلا في تشكيلة الزرق (12 لاعبا)، بعد مونديال 2002 وكأس اوروبا 2004، فان الدوري الانكليزي الذي شهد احتراف العملاق اريك كانتونا والأنيق دافيد جينولا سابقا، يجمع منذ نحو 12 عاما اكثرية المحترفين خارج البلاد متفوقا على نظيره الايطالي الذي ضم نخبة لاعبي 1998 الذين احرزوا لقب المونديال على ارضهم. وكان ارسنال رمزا للجالية الفرنسية مع تييري هنري وباتريك فييرا وروبير بيريس وغيرهم، لكن اندية الشمال مع مانشستر يونايتد وسيتي ونيوكاسل سرقت الاضواء من المدفعجية حيث يحترف خمسة من اصل سبعة لاعبين راهنا. وسيزيد هذا التواجد من حدة المواجهات بين البلدين اللذين يفرقهما بحر المانش، فالكل يتذكر المواجهة النارية بينهما في كأس اوروبا 2004 وثنائية زين الدين زيدان في الوقت الضائع (2-1). لم تشذ المواجهة الاخيرة عن القاعدة، اذ نجح شبان بلان في تلقين الانجليز درسا كرويا في حديقتهم الخاصة على ملعب ويمبلي (2-1) في تشرين الثاني 2010. لقد حققت فرنسا تقدما نفسيا على الاسود الثلاثة، الذين لم يتغلبوا على الزرق منذ عام 1997 وخسروا اربع مرات في اخر خمس مباريات. هذه المرة ستواجه انكلترا فرنسا وهي جريحة لغياب الثلاثي فرانك لامبارد وجاريث باري وغاري كاهيل بسبب الاصابة والهداف واين روني بسبب الايقاف ومع مدرب جديد بعد استقالة الايطالي فابيو كابيللو هو روي هودجسون. ويقول مالودا الذي وصل الى تشيلسي عام 2007 "ستكون انجلترا بالطبع جاهزة وستنافس. على الصعيد النفسي، لن يختبئوا امام احد. انها الثقافة الانجليزية." وكان كاباي المحترف الموسم الماضي مع نيوكاسل قادما من ليل سريعا لاكتشاف نارية اللقاء "ننتظر معركة كبيرة لأننا نعرف كيف يلعب الانجليز، خصوصا ضد فرنسا. نحن جاهزون ولا ضرورة لتنبيه باقي اللاعبين. حتى ولو تقلصت تشكيلتهم لا يزال فريقهم كبيرا". مهما تكن التشكيلة الانجليزية في مأزق، إلا ان كليشي ظهير مانشستر سيتي يحذر "حتى ولو انهم اصدقاء، امل ان تصب الامور في مصلحتنا. انه فريق جيد لكننا واجهناه على ارضه وهزمناه. سيتذكرون تلك المباراة كي يقدموا اداء جيدا". شعور يتقاسمه معه كاباي "يجب ان تمر فرنسا بيوم جيد كي تتمكن من الفوز على فرنسا".