القاهرة : - أعربت 39 منظمة وحزبا عن قلقها البالغ من ارتفاع وتيرة التحرش الجنسي والعنف ضد المتظاهرات في ميدان التحرير والشوارع المحيطة به منذ اندلاع موجة الاحتجاجات الأخيرة في أعقاب إعلان الحكم في قضية مبارك يوم السبت الثاني من يونيو 2012. وأكدت المنظمات في بيان أصدرته اليوم أن معدلات العنف غير مسبوقة، والتي أجمع شهود العيان على حدوثها، دفع البعض إلى الاعتقاد أنها ممارسات عمدية لإقصاء النساء من محيط التظاهر والاحتجاج. وأضاف البيان إن هذه التصرفات للأسف تنجح في إبعاد النساء وخاصة أثناء ساعات الليل التي يقل فيها التمثيل النسائي في الميدان بشكل ملحوظ أكثر من جميع المرات السابقة. ودعت المنظمات إلى وقفة احتجاجية غدا الساعة 8 مساء بميدان التحرير أمام هارديز للتأكيد على رفض التحرش الجنسي ضد المصريات وأكدت المنظمات الموقعة على البيان - وفقا للبديل - إن الممارسات المهينة التي تتعرض لها المتظاهرات، والتي تنتهك حرمة أجسادهن وسلامتهن الجسدية، تمثل عائقا يحد من مشاركة النساء في المجال العام وفي تشكيل حاضر ومستقبل البلاد وتنفي المتظاهرات خارج دائرة الفعل السياسي. ونقل البيان شهادات لإحدى المتظاهرات التي تعرضت لحادثة التحرش الجسدي.. وقالت نهى في شهادتها "لقد كان الميدان مزدحما جدا يوم الأحد وتعرضت لحادث تحرش جنسي ولم أستطع تبين المتحرش نظرا للزحام، منذ ذلك اليوم لم أتوجه للميدان مرة أخرى ولا أنتوي المشاركة في أي مظاهرة أو مسيرة قادمة، لأني لا أريد أن يتم التحرش بي". وتوضح المنظمات أنه في الوقت الذي تنتقد فيه القوى الثورية ممارسات المجلس العسكري والقوات المسلحة من تطبيق كشوف العذرية وانتهاك المتظاهرات جنسيا وجسديا في أحداث مجلس الوزراء، فإن بعض "الدخلاء" على الميدان نفسه يمارسون ذات الانتهاكات تحت غطاء الزحام. وتقول متظاهرة أخرى رفضت الإفصاح عن اسمها: "يزداد الأمر سوءا عندما تكون الفتيات بمفردهن أو برفقة متظاهرات أخريات، وكأنني ملزمة باصطحاب أي رجل معي حتى أتجنب أو أقلل احتمالات التعرض للتحرش الجنسي" وشدد البيان على حق النساء في ممارسة حقوقهن المدنية والسياسية بحرية تامة وحقهن في التظاهر والتجمع السلمي دون أن يتم التعرض لهن من الأمن أو من جموع المتظاهرين وذلك دون الاضطرار لتذكير الجميع بدور النساء في الثورة وفي الميادين المختلفة وعلى الخطوط الأمامية، ذلك أن هذه الحقوق مكفولة للجميع دون التمييز على أي أساس. وتناشد المنظمات جميع المتظاهرين بالكف عن انتهاك حقوق المتظاهرات والامتناع عن مثل هذه السلوكيات، وتؤكد أنه على الجانب الآخر عمل ممرات آمنة للنساء أو كردونات لحمايتهن لن يأتي بالنتيجة المطلوبة وسيزيد من عزلة النساء واستضعافهن. وتهيب المنظمات بالجميع جعل المليونية القادمة التي ستوافق يوم الجمعة 9 يونيو عنوانا لاحترام المتظاهرات، كما تؤكد على المتظاهرات عدم السلبية في مواجهة هذه الاعتداءات وإبلاغ الخطوط الساخنة للمنظمات النسوية وطلب الدعم القانوني والنفسي.