تباينت ردود الفعل المبدئية ازاء الحكم الصادر بحق المتهمين فى قضية قتل المتظاهرين واهدار المال العام والمعروفة باسم "محاكمة القرن"، ففي حين عبر عدد من المواطنين فى ميدان التحرير عن عدم رضائهم ازاء براءة مساعدي وزير الداخلية الستة فى قضية قتل المتظاهرين، وكذلك نجلي الرئيس السابق علاء وجمال مبارك فى قضايا اهدار المال العام، عبر عدد من أصحاب المحال التجارية المحيطة بالميدان عن رضائهم عن الحكم، ووصفوه بأنه عادل بحق الرئيس السابق ووزير داخليته حبيب العادلى. وقد سارعت كاميرات التليفزيون والفضائيات فى النزول الى ميدان التحرير لرصد ردود أفعال الشارع المصرى للحكم الصادر اليوم ضد مبارك ونجليه جمال وعلاء مبارك ووزير داخليته حبيب العادلى وستة من كبار مساعديه، وتجمع العشرات حول الكاميرات فى محاولة للتعبير عن رأيهم عن المحاكمة. واعتبر بعض المواطنين ان الحكم نال أكبر المتهمين سنا، في حين حكم بالبراءة لصالح جمال مبارك، الذى اعتبروه احد أهم اسباب اندلاع الثورة لتبنيه مشروع التوريث، فيما عبر آخرون عن عدم ارتياحهم لما قد يعنيه هذا الحكم من الفشل فى اعادة الأموال المنهوبة، حسب قولهم. وعبر آخرون عن اعتقادهم بان الحكم فيما يتعلق ببراءة مساعدى وزير الداخليه، قد لا يرضى أهالى شهداء مصابى الثورة . وفي الاسكندرية تباينت آراء المواطنين حول قرار المحكمة، فقد ساد الارتياح بين فريق من المواطنين الذين حرصوا على الاستماع إلي الحكم القضائي بالمقاهي العامة المنتشرة بالقرب من أماكن عملهم أو من خلال الراديو، حيث اعتبروا أن عقوبة المؤبد كانت شافية وتؤكد عدالة القضاء والقصاص العادل ضد قتلة المتظاهرين من الثوار في أحداث الخامس والعشرين من يناير. وذهب فريق آخر من المواطنين إلي الاعتراض العاطفي علي قرار المحكمة معتبرينه لم يعبر عن تطلعات الرأي العام، وأنهم كانوا يتوقعون الإدانة بأحكام الإعدام، واعترض آخرون علي أحكام البراءة الصادرة لكبار معاوني وزير الداخلية من الاتهامات المنسوبة إليهم. وأضافوا في الأحاديث التي انتشرت عقب النطق بالأحكام القضائية أن إفلات نجلي الرئيس السابق ورجل الأعمال حسين سالم بسبب التقادم خذل توقعاتهم بسبب انقضاء المدة القانونية للدعوى, وابدوا اعتراضهم علي تبرئة الرئيس السابق مما نسب إليه من اتهامات استغلال النفوذ والتربح والإضرار بالمصلحة العامة. ولا تزال شوارع الإسكندرية تتسم بالهدوء بسبب دوام العمل, وعدم احتشاد المواطنين بشكل كبير في الشوارع لمتابعة قرار المحكمة, فيما يتوقع البعض أن تنطلق ردود الفعل بشكل واضح خلال ساعات المساء. وعلي الجانب الآخر لم تعلن حتي الآن أي من القوي السياسية أية دعوات لإطلاق مظاهرات، سواء كانت احتفالا أو إحتجاجا، بالإسكندرية، وكانت دعوات قد انطلقت أمس خلال مظاهرات انطلقت من ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية لتحريك مركبات نقل جماعي لأهالي الشهداء والنشطاء لحضور وقائع جلسة النطق بالحكم في القاهرة اليوم.