الجبر فى الاختيار ... مصطلح جديد أفرزتها اللحظة السياسية الآنية فى مصر وهو مصطلح غير مستساغ منطقيا إذ أن الجبر ينفى الاختيار والعكس ولكنها السياسة التى تقول قاعدتها الاساسية " لا عداءات دائمة ولا صداقات دائمة وإنما مصالح دائمة"... وكنت دائما ومازالت وسأظل على خلاف - وليس عداء - مع الاخوان المسلمين إلا أننى وفقا لمتطلبات اللعبة السياسية التى تجبر لاعبوها أحيانا على الوقوف فى صف من كانوا بالأمس القريب على خلاف شديد معهم.... أجدنى مجبرا فى الاختيار والتصويت لصالح مرشح جماعة الاخوان المسلمين الدكتور محمد مرسى فى جولة الاعادة. فلا أحد يستطيع أن ينكر أن الاخوان المسلمين فصيل مهم جدا فى تيار المعارضة المصرية ومشارك أساسى فى ثورة 25 يناير وإن كان البعض يرى أنه قد لحق بركاب الثورة متأخرا ولكنه لعب دورا كبيرا فى الثورة وفى الحفاظ على ميدان التحرير فى "موقعة الجمل" التى وقعت فى وزارة الفريق أحمد شفيق....ولو فشلت الثورة لذاق الاخوان المسلمين الويلات بصفتهم المسئول الاول عنها. ولو ظل الاخوان على نضالهم وثوريتهم ولم يتركوا أماكنهم خالية بعد تنحى مبارك بحثا عن الغنائم وطعما فى السلطة ربما تغيرت خريطة كل الاحداث التى جرت فى مصر خلال الفترة الماضية بدءا من استفتاء 19 مارس وحتى انتخابات الرئاسة... فالهاجس من الاخوان هو عملهم بمبدأ " المشاركة بالمغالبة" الذى يستأثرون من خلاله بالسيطرة والسلطة...وهذا هو الخلاف ليس شيئا آخر. على النقيض يأتى الطرف الآخر فى جولة الاعادة .. وقد كان على رأس الحكومة التى سالت فى عهدها دماء من سقطوا يوم 2 فبراير 2011 فى ميدان التحرير وهل فكرت لو قليلا فيما كان سيحدث لو نحاج بلطجية الحزب الوطنى فى إخلاء الميدان..وماذا عن موقف رئيس الحكومة حينها؟! والأهم أن تنظيم الحزب الوطنى المنحل الذى دبر "موقعة الجمل" لعب دورا كبيرا فى وصول الفريق شفيق الى جولة الاعادة فقد تحركت وحداته الحزبية التى أنشاها جمال مبارك وأحمد عز وعقدت اجتماعاتها قبيل الانتخابات بعدة أيام فى كل قرى ومدن الأقاليم المصرية لدعم الفريق أحمد شفيق وأقسم أننى شاهد عيان على هذا التحرك... فكيف سيرد الفريق شفيق فاتورة هذا الدعم من الحزب المنحل... ؟! فإذا كان الاخوان برجماتيون ولديهم جوع ونهم للسلطة إلا أنهم جزء من المعارضة السياسية المصرية وشاركوا بفاعلية فى ثورة 25 يناير وعلى الأقل ليسوا من بينهم قتلة وبلطجية ولصوص ومرتشون وفاسدون كأعضاء النظام السابق وحزبه المنحل الذى سيُبعث من جديد للحياة من خلال الفريق أحمد شفيق.