بعد مشاهدة الفيلم السينمائي الجديد "المصلحة" للنجم احمد السقا والنجم أحمد عز، يتضح سر حالة الترقب التي تقترب من الخوف التي كانت تسيطر على نجوم الفيلم قبل طرحه في دور العرض السينمائي، حيث يبدو أن النجوم كانوا متخوفين من إحساسهم وتوقعهم للنقد لأن الفيلم يظهر ضباط الشرطة وكأنهم ملائكة لا يخطئون، ويمجد في بطولات الشرطة ودورهم في انقاذ البلاد من مخاطر المجرمين عامة وتجار الشرطة على وجه الخصوص. تأتي حالة القلق في ظل ما تشهده البلاد من حالة احتقان بين بعض المواطنين والشرطة في أعقاب ثورة 25 يناير خصوصا في ظل الدعاوى القضائية التي يتهم بها بعض أفراد من الشرطة في قتل شهداء الثورة، كما أن الفيلم تظهر به صورة الرئيس المخلوع مبارك خلف أحد مكاتب ضابط شرطة ضمن أحداث العمل وكأنه مازال رئيسا للبلاد متجاهلين تماما مشاعر الثوار الذين خرجوا ليطالبوا برحيله عن كرسي الرئاسة ونجحوا في ذلك، كما أنه مازال يحاكم حاليا أمام المحاكم المختصة بتهم قتل الثوار والتسبب في العديد من الأحداث المأسوية التي شهدتها الثورة. يزخر الفيلم بنماذج ضباط الشرطة الشرفاء دون وجود أي عنصر سلبي بهم، لدرجة جعلت بعض الحضور يهتفون ضد الشرطة في العرض الخاص للفيلم، حيث يجسد الفنان أحمد السقا دور الرائد "حمزة" ولديه شقيقه ضابط شرطة أيضا "يحيي" في جهاز مكافحة المخدرات" وركز سيناريو العمل الذي كتبه وائل عبدالله على توضيح علاقة الإخوة والترابط بين الشقيقين، وتنقلب الأحداث رأسا على عقب بعد مقتل "يحيي" على يد "سليمان" أو محمد فراج شقيق تاجر المخدرات السيناوي "سالم" أو احمد عز عندما يحاول سليمان الفرار من كمين شرطة خوفا من إلقاء القبض عليه. كما يهاجم الفيلم قناة "الجزيرة" الفضائية حيث يتهمها "سالم" بمحاولة إثارة الفتنة وتضخيم الأمور حيث يقول في أحد مشاهد الفيلم أثناء متابعته للقناة: كل ما اتفرج على الجزيرة أحس أن الدنيا مقلوبة، فيرد عليه عمه أبوفياض "صلاح عبدالله" : طيب اقفلها علشان الدنيا تتعدل. ويعلي الفيلم من قيمة ضباط الشرطة في محاولة لتحسين صورتهم لدى الشعب في العديد من الجمل الحوارية منها الحوار الذي دار بين الضابط حمزة وتاجر المخدرات أبوفياض حيث يقول الأخير للأول: طب ما تروح تنام ده نوم الضابط عبادة، فيرد عليه حمزة قائلا: ولما ينام الضابط مين ياخد باله من المجرمين. ويحمل الفيلم العديد من مشاهد الأكشن والمطاردات بين الشرطة وتجار المخدرات التى صورتها المخرجة ساندرا نشأت ببراعة شديدة، حيث تتطلب أحداث الفيلم تلك المشاهد لتصف المطاردات والمواجهات الشرسة بين رجال الشرطة وتجار المخدرات، ويكشف العمل النقاب عن حقيقة تجار المخدرات من خلال كشف الكواليس الخفية لهذا العالم. ويحسب للمخرجة ساندرا نشأت أنها حافظت على الإيقاع السريع للفيلم طوال الأحداث بشكل متدرج، حيث بدأت أحداث العمل لرصد تفاصيل الشخصيات وأدوارهم والعلاقات الاجتماعية التي تجمعهم لتدرج ذروة أحداث العمل بشكل متوازن محتفظة بعناصر التشويق والإثارة حتى نهاية العمل التي تحمل مفاجأة للجمهور. ورغم الأداء الجيد لأحمد السقا في تجسيد دور الضابط ولأحمد عز في تجسيد دور تاجر المخدرات إلا أن الفنان الشاب محمد فراج استطاع جذب الأضواء ولفت النظر نحوه ليؤكد أنه فنان مميز حيث تميز في أداء دور شاب من سيناء يعيش حياة اللهو بل إنه تفوق على أحمد عز في بعض المشاهد التي جمعتهما معها خصوصا في إجادته للهجة أهالي سيناء واقتراب تعبيرات وجهه وانفعالاته بشكل كبير من أهالي تلك المنطقة ليثبت يوما بعد الآخر أنه فنان مميز قادر في السنوات المقبلة على تحمل بطولة عمل فني بمفرده. بينما كانت هناك بعض الأدوار التي لم تضف جديدا لرصيدها الفني يأتي في مقدمتها دور الفنانة زينة الذي لو تم حذفه من العمل لن يؤثر في شيء، حيث تجسد دور حبيبة "سليمان" وأيضا يقع في غرامها شقيقه "سالم"، كما أن دور حنان ترك لم يكن مؤثرا في العمل حتى مع محاولة صناع الفيلم "تدعيم" دورها برسم تفصيلة درامية توضح تعرضها لمحاولة الزج بها واتهامها بتعاطي المخدرات، رغم أنها زوجة ضابط الشرطة"حمزة"، لكن ظهر دورها باهتا ولم يكن مميزا مثلما فعلت من قبل بظهورها مع السقا في فيلم" إبراهيم الأبيض".