القاهرة : قال سفير السعودية لدى القاهرة والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية أحمد بن عبد العزيز قطان إن العلاقات السعودية المصرية لن تتأثر بالتصرفات الشاذة نتيجة ضبط المحامي المصري أحمد الجيزاوي، مشيرا إلى أن ماحدث لا يتفق مع أخلاقيات الشعب المصري وليس من طبيعته، وأن قضية الجيزاوي لا زالت رهن التحقيق لدى الجهات المعنية في وزارة الداخلية السعودية، وهي التي تقرر ما يجب اتخاذه من إجراءات حيال ما قام به . ووصف السفير قطان فى حديثه لصحيفة عكاظ - حالة التأجيج التي يمارسها بعض المصريين والتظاهر أمام مقر السفارة السعودية في القاهرة والقنصليتين السعوديتين في الإسكندرية والسويس بأنه سلوك يمارسه قلة غوغائية لا تمثل الشعب المصري، مؤكدا أنه للأسف الشديد لها أهداف وأغراض لكل ما تقوم به، ومع هذا لن تنجح في الإساءة إلى العلاقات الحميمة بين البلدين "لذا عليهم أن يتعقلوا لنعالج الأمور بشكل هادئ". وشدد السفير قطان بقوله "نحن في المملكة كما تعلم لا نظلم أحدا ولا نتجنى على أحد، فالقضية سوف تأخذ مجراها الطبيعي بموجب الأنظمة والقوانين، وسينال الجيزاوي الجزاء العادل على ما قام به". وأشار السفير السعودي إلى أن المملكة رحبت بترافع أحد المحامين عن القضية، بمتابعة من السفارة المصرية في الرياض والقنصلية المصرية في جدة. في المقابل أكد سفير جمهورية مصر لدى الرياض محمود عوف وجود قضايا تهريب مخدرات إلى المملكة تصدر لها مصريون عبر ميناء ضباء البحري، ومطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، بعد تفتيش أمتعة القادمين بدقة. وأقر السفير المصري بحيازة المحامي الجيزاوي أكثر من 21 ألف حبة مخدرة من نوع "زاناكس"، حاول تمريرها بتخبئتها في عبوات حليب "جهينة"، وداخل صناديق لحفظ المصحف الشريف، وقال "الجيزاوي أقر شخصيا بحيازته هذه الحبوب، وبتوقيعه، والتقطت له صور مع المضبوطات"، وصنف ما قام به الجيزاوي " إنه عكس أي قوانين مرعية في المملكة ومصر والدنيا كلها". ودحض السفير المصري بشدة ما تردد في وسائل إعلام مصرية وعلى المنابر الرسمية للأحزاب السياسية في مصر بأن الجيزاوي تم سجنه لآرائه السياسية، وأنه قد صدر بحقه حكم بالسجن والجلد سوف ينفذ يوم الجمعة المقبل، بأن هذا كلام غير صحيح، ولم يصدر بحقه أي حكم أساسا، مشيرا إلى اتصال تلقاه من وكيل وزارة الداخلية السعودية بهذا الشأن، حتى قال "أنا ما أعرفش من ألف الكلام دا، والتأليف دا اللي يجيبوه في مصر ما أعرف من فين". وأكد ل "عكاظ" المستشار الإعلامي في سفارة مصر في الرياض نبيل بكر أن القضية تحظى بمتابعة خاصة من قبل السفارة في الرياض والقنصلية في جدة، مبديا أمله في التعجيل بحلها. وقال: لن تترك القضية وأبعادها أي أثر على العلاقات المتميزة بين البلدين، كونها علاقات استراتيجية تمثل حجر الزاوية لاستقرار العالم العربي. وكشف ل "عكاظ" نائب القنصل العام المصري في جدة ماهر مهدي أن زوجة الجيزاوي لم يتم القبض عليها أبدا، وهي لا زالت تقيم في المملكة، بمتابعة من قبل القنصلية، كونها تعد شخصا عاديا مثلها مثل أي مواطن مصري. وأشار نائب القنصل إلى أن ملف القضية لا زال رهن التحقيق لدى الجهات المعنية، وشرعنا في توكيل محام للنظر فيها. من جهتها أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا رسميا أكدت فيه أن الوزارة تتابع بكل جدية قضية الجيزاوي الذي احتجز في السعودية الأسبوع الماضي، وكلفت السفارة المصرية في الرياض والقنصلية في جدة بإجراء اتصالات عاجلة في هذا الشأن لمعرفة ملابسات القضية، والعمل على إطلاق سراحه. وأضاف المتحدث الرسمي للوزارة الوزير المفوض عمرو رشدي أن وزير الخارجية يتابع التطورات لحظة بلحظة من أديس أبابا التى وصل إليها البارحة الأولى لحضور الاجتماع الأفريقي الطارئ حول الحرب بين السودان وجنوب السودان، كما قام السفير محمود عوف سفير مصر في الرياض بإلغاء إجازته السنوية للبقاء في موقعه لمتابعة القضية ومواصلة جهود الإفراج عن الجيزاوي، والتقى بالفعل يوم الاثنين برئيس ديوان ولي العهد الأمير سعود بن نايف. وقال رشدي: إن وزارة الخارجية تتفهم مشاعر الانزعاج الشديد لدى المواطنين إزاء القبض على المواطن المصري، خاصة أنه كان في طريقه لأداء مناسك العمرة في الأراضي المقدسة، إلا أنه مثلما يحق للمواطنين الإعراب عن انزعاجهم فإن من واجبهم التفكير فيما إذا كان أسلوب التعبير سيصب في مصلحة المواطن المصري المحتجز أم سيزيد موقفه سوءا. وأكد رشدي أن الخارجية معنية فقط بالخطوات العملية التي من شأنها إنهاء القضية، ولن تشارك بأي صورة في تغذية الحملات الإعلامية التي ترمي إلى تسجيل النقاط الدعائية وتأجيج مشاعر الرأي العام دون مراعاة لانعكاسات ذلك على وضعية أحمد الجيزاوي. وناشد المتحدث باسم الخارجية الجميع مراعاة أننا نتحدث عن مسألة قضائية يتوقف عليها مصير مواطن مصري محتجز في الخارج وليس عن مباراة لكرة القدم يمكننا التعبير عن مشاعرنا إزاء نتيجتها كيفما نشاء. وقد أوضح المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن جمارك مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة ضبطت زائرا مصريا يدعى أحمد محمد السيد، ويعرف ب "الجيزاوي" وبحوزته21 ألفا و380 قرص زاناكس، محظور تداوله أو تعاطيه إلا بوصفة طبية. وكشف ل "عكاظ" مدير إدارة مكافحة المخدرات في منطقة مكةالمكرمة اللواء عبد العزيز بن عثمان الصولي عن الإجراءات التي اتخذتها إدارته نحو المهرب بأنه "فور إحالة القضية إلينا من جمارك مطار الملك عبدالعزيز في جدة أشعرنا مرجعنا في العاصمة الرياض ومقام وزارة الداخلية بكافة التفاصيل، لجمع المعلومات المتوفرة عنه من أكثر من قطاع وجهة".