الخرطوم : - أعلنت حكومة السودان وقف التفاوض مع دولة الجنوب، وإعلان التعبئة العامة، في أعقاب الهجوم الذي شنه "الجيش الشعبي" داخل الأراضي السودانية، والذي أدى إلى تصاعد التوتر بين الدولتين، في الوقت الذي حث فيه مجلس الأمن نظام الخرطوم على ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس." ففي اجتماع طارئ، برئاسة الرئيس السوداني، المشير عمر البشير، قرر مجلس الوزراء وقف التفاوض مع دولة جنوب السودان، وإعلان التعبئة العامة، وتسخير كل قدرات الأمة، لرد "العدوان"، مؤكداً ثقته في قدرة القوات المسلحة، والقوات النظامية الأخرى، على "استرداد الأرض، وحسم الأمر بالسرعة المطلوبة." وفي أعقاب الاجتماع، الذي عُقد مساء الأربعاء، قال الناطق باسم مجلس الوزراء، عمر محمد صالح، إن "العدوان الذي شنه الجيش الشعبي، على منطقة هجليج، هدف إلى ضرب البنيات الاقتصادية بالبلاد"، إلا أنه أكد أن هذا "العدوان لن يؤثر على الاقتصاد القومي"، واصفاً اقتصاد بلاده بأنه "أقوى مما يظن المعتدون." وأضاف عمر، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السودانية "سونا"، أن وزير النفط أكد خلال الاجتماع، أن السودان ينتج النفط أيضاً في مناطق أخرى غير هجليج، وقال إنه لم تتخذ أي "إجراءات استثنائية"، لتقييد صرف المواد البترولية، مبيناً أن الوضع سيستمر على ما كان عليه خلال الفترة الماضية. وفيما أكد المتحدث الحكومي أن اللجنة العليا للتعبئة ستعقد أولى اجتماعاتها ظهر الخميس، فقد شدد على أن أعضاء مجلس الوزراء، بوصفهم ممثلين للعديد من الأحزاب المكونة لحكومة القاعدة العريضة، أكدوا تأييدهم المطلق للقوات المسلحة، وهى تقود "حرب الكرامة"، لاسترداد منطقة هجليج. وأشار إلى أن المنطقة الغنية بالنفط تعرضت ل"هجوم غاشم"، من قبل الجيش الشعبي، مدعوماً ببعض "حركات التمرد"، التي اتهمها بتنفيذ "أجندة دول الاستكبار العالمي"، وقال إن المجلس استمع إلى تقرير من وزير الدفاع، الفريق أول مهندس عبد الرحيم محمد حسين، حول ما يدور في مسارح العمليات المختلفة. من جانب آخر، أكد حزب "المؤتمر الوطني" أن استعادة منطقة هجليج، أصبح "قاب قوسين أو أدنى"، مشيراً إلى أن هناك معلومات مؤكدة ترد من مسارح العمليات، تؤكد "تدني الروح المعنوية للغزاة، وامتلاك القوات المسلحة، والقوات لنظامية الأخرى، لزمام المبادرة بكافة مسارح العمليات، في جنوب كردفان، والنيل الأزرق." وفيما وعد الحزب، الذي يتزعمه الرئيس عمر البشير، الشعب السوداني بأنه "سيسمع أنباء سارة باستعادة هجليج وما وراءها"، فقد أعلن المكتب القيادي للمؤتمر الوطني عن "نفرة شعبية شاملة"، يحث فيها أهل السودان التوجه لمعسكرات التدريب وجبهات القتال، لرد "العدوان الغاشم." وفي إطار التحركات الدولية لتجنب اندلاع حرب شاملة بين السودان ودولة الجنوب، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات مغلقة مساء الأربعاء، لمناقشة الوضع في إقليم "أبيي"، المتنازع عليه بين حكومتي الخرطوم وجوبا، استمع خلالها إلى إفادة من مساعد الأمين العام لعمليات حفظ السلام، إدموند موليه. المصدر : سي ان ان