اسطنبول : - افتتح رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، مؤتمر أصدقاء سوريا في اسطنبول بخطاب قوي الأحد، اتهم فيه النظام السوري بالامتناع عن تطبيق المبادرات الدولية، كما انتقد المجتمع الدولي لفشله بوقف العنف، وحض على قبول "حق الدفاع عن النفس" بوجه النظام وتعهد برفض أي مبادرة لا تقبل ببقاء النظام، بينما طالبت قطر والمعارضة السورية بمناطق آمنة وبمساعدات عاجلة. وقال أردوغان، في الكلمة التي ألقاها بحضور ممثلين عن أكثر من 60 دولية ومنظمة إن على المجتمع الدولي "وضع آليات صريحة لمساعدة الشعب السوري، كما رفض منح النظام السوري "إمكانية استثمار الوقت،" وحض المعارضة السورية على التعامل مع بعضها البعض بشكل متناسق. واعتبر أردوغان أن وظيفة المجتمع الدولي أن يقول للنظام السوري "توقف يكفي،" وأضاف: "إذا فقد مجلس الأمن القدرة على قول هذه الكلمة فهذا يعني أننا خذلنا الشعب السوري." وتابع قائلاً: "بكل ثقة أقول أن النظام السوري يقف بوجه السوريين ويدمر المدن ويستخدم قوة مفرطة ودون رحمة، ويجب على النظام الدولي أن يقول له قف، ولكن النظام الدولي يقف أمام هذا النظام عاجزاً عن قول ذلك." ورفض أردوغان "النظر إلى التوازنات الدولية والسياسية في سوريا،" متهماً النظام السوري بشن حرب على شعبه "يستخدم فيها أحدث الأجهزة والأسلحة الثقيلة،" وانتقد المجتمع الدولي الذي قال إنه "يفكر بالبترول والمكاسب المادية" ما سبب فشله في حماية الشعوب الأفريقية، في إشارة إلى التردد الدولي بالتدخل في سوريا بسبب غياب الثروات الطبيعية فيها. وأكد رئيس الوزراء التركي رفضه عدم وقوف المجتمع الدولي بوجه النظام السوري، ودعا الدول المجتمعة إلى "توجيه رسالة واضحة للنظام السوري أن لا يمكن أن ندعم جهود تهدف لبقاء نظام يظلم، لدينا مسؤولية موحدة حيال شعب سوريا والمجلس الوطني وعلينا دعمه ونحن نؤمن أن بوسعه إنشاء حكومة انتقالية ديمقراطية في سوريا." وأشاد أردوغان بوثيقة المعارضة السورية المتمثلة بالمجلس الوطني، واعتبر أن الوثيقة الصادرة عنه مؤخراً: "قادرة على حماية الأقليات وبناء دولة،" كما حذر من أن فشل مجلس الأمن في القيام بالتزاماته سيجعل المجتمع الدولي أمام خيار إلزامي "بقبول حق السوريين بالدفاع عن أنفسهم،" على حد تعبيره. واتهم أردوغان الرئيس السوري بشار الأسد بأنه امتنع عن تنفيذ أي وعد قطعه للمندوب العربي والدولي، كوفي عنان، مشيراً إلى أن سفك الدماء "ما زال مستمرا" في سوريا. من جانبه، قال رئيس الوزراء القطري، الشيخ حمد بن جاسم: "لا بد من التصدي لمآسي الشعب السوري، وضمان وصول مساعدات وتسهيل الانتقال نحو نظام سياسي تعددي يضمن المساواة." وحض الشيخ حمد على "تحديد وقت واضح لمبادرة عنان فلا يجوز استمرار القتل بينما يتحدث النظام مع المبعوث الدولي عن السلام،" واعتبر أن إعطاء الفرصة وإطالة أمد الوضع في سوريا "ليسا في مصلحة أحد،" وطالب المسؤول القطري بإقامة مناطق آمنة وتقديم المساعدات وزيادة الضغط على النظام السوري وإرسال قوات حفظ سلام. من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، إن على المؤتمر "دعم مبادرة عنان،" وشدد على ضرورة وقف أعمال العنف فوراً. وقال العربي: "لا يؤمل أن نجتمع بتونس ثم بتركيا ثم بفرنسا وتجتمع القمة العربية وتصدر بيانات عن مجلس الأمن لوقف العنف ويستمر القتل وتنزلق الأمور إلى ما يشبه الحرب الأهلية." من جانبه، قال رئيس المجلس الوطني السوري، أكبر ممثل للمعارضة، إن الشعب السوري "قدم التضحيات والدماء على طريق الحرية والكرامة وفي سبيل إسقاط نظام فاشي، وانتقد الواقع السياسي الدولي قائلاً: "الوفاء لدماء شعبنا يقتضيان مني مصارحتكم بان المحصلة السياسية العربية والدولية ليست بمستوى تصعيد النظام بل لا أبالغ إن قلت إن تلك المحصلة شجعت النظام على الإمعان بقتل الشعب وتحويل ذلك إلى انتصار مزعوم." واتهم غليون النظام السوري بالحصول على مساعدات من الخارج من دول تشجعه على مواصلة السير بالخيار العسكري، كما انتقد المواقف الأخيرة، وبعضها صدر عن عواصم غربية، حول التخوف من "الإرهاب" بسوريا قائلاً: "نحن نقول إن بقاء النظام هو الإرهاب بعينه بينما الديمقراطية التي ننادي بها هي عدو الإرهاب." ورأى غليون أن الثورة السورية "تواجه تحديات خطيرة بعد رفض النظام أي مبادرة تمكن الشعب السوري من حقوقه وحرياته وبعد أن قرر استخدام كل وسائل العنف ضد الحراك الذي سيدفع بالنظام إلى نهايته الحتمية وهو يستفيد من الانقسام الدولي لتدمير المدن." وقرأ غليون أمام المجتمعين عدة بنود من وثيقة المعارضة الأخيرة، منها ما يشير إلى دعم الحراك السياسي السلمي والسعي لتوحيد الجيش الحر، ليعلن التكفل بتخصيص مرتبات لجميع الضباط والجنود وثالثا العمل على حشد الدعم الدولي. المصدر : سي ان ان