بالتأكيد شاهد كثيرون منا فيلم (Face off) للنجمين نيكولاس كيدج وجون ترافولتا.. ورغم أن الفكرة كان البعض يراها خيالية آنذاك.. إلا أنها تحققت على أرض الواقع عدة مرات كان آخرها في جامعة ميريلاند الأمريكية منذ أيام قليلة. فقد خضع رجل أمريكي لعملية زرع وجه كامل، وقال أطباؤه: إنها تعد الأكثر شمولا من أي عملية جراحية تم إجراؤها من هذا النوع، وشارك فيها 100 من الجراحين والممرضين في المركز الطبي بجامعة "مريلاند" في بالتيمور على مدى 36 ساعة لريتشارد نوريس المقيم بالولاية، والذي يبلغ من العمر 37 عامًا، وأصيب بتشوهات مروعة جراء حادث مسلح قبل 15 عامًا. وحصل نوريس على وجهه الجديد من مانح مجهول واحد، تبرع أيضا بقلبه ورئتيه وكبده وإحدى كليتيه لخمسة مرضى آخرين، وقد تم أيضا استبدال لسان وأسنان والفكين العلوي والسفلي لنوريس أثناء العملية الجراحية الماراثونية التي خضع لها. ونقلت شبكة صوت أمريكا عن كبير الجراحين الدكتور إدواردو رودريجيز إن نوريس يستطيع بالفعل تحريك لسانه ويقوم بتنظيف أسنانه بالفرشاة وحلاقة ذقنه. وكان نوريس يعيش منعزلا في منزل والديه منذ الحادث الذى تعرض له ولم يكن يغادره إلا نادرا، وقد اعتاد على استخدام قناع جراحي يغطي وجهه به خلال خروجه من المنزل. وقد جاءت العملية الجراحية نتيجة لبحث استمر على مدى 10 سنوات ومولته وزارة الدفاع الأمريكية، بهدف مساعدة قدامى المحاربين الأمريكيين الذين شاركوا في حربي أفغانستان والعراق، وأصيبوا فيما يعرف بحوادث الأجهزة المتفجرة المرتجلة.