حمص:- منذ ساعات الصباح الأولى تتعرض بابا عمرو وغيرها من أحياء حمص لقصف مدفعي عنيف متواصل منذ 20 يوما، نتج عنه وقع العشرات بين قتيل وجريح، وتم رصد أكثر من 250 قذيفة مدفعية انهمرت على سكان الحي حتى الآن. وقد ارتفعت حصيلة الضحايا الذين سقطوا أمس برصاص الأمن السوري إلى 106 قتلى، توزعوا بين مجزرتين؛ الأولى في إدلب قتل فيها أكثر من 55 شخصا، والثانية في باب عمرو سقط فيها 49 قتيلا. كما أفيد عن وجود مدافع ثقيلة ودبابات تحيط بالمدينة وأحيائها، وترافق ذلك مع تحليق لطيران الاستطلاع في أجواء بابا عمرو لكشف المواقع التي يتحصن فيها المنشقون عن الجيش النظامي. وخسر بابا عمرو أبرز ناشطيه رامي السيد الذي كان يصور كل الفيديوهات التي تصل من الحي في الشهور الماضية، كما كان يؤمن البث المباشر للقنوات. وآخر ما قاله رامي قبل مقتله وفق زملائه إن ما يجري في بابا عمرو إبادة جماعية، مضيفا أنه يرفض قول المتعاطفين عبارة "قلوبنا معكم" وإن المطلوب هو خروج الناس أمام السفارات. ومع تصاعد العملية العسكرية، تزداد الاوضاع الانسانية سوءا، خصوصا مع انقطاع الماء والكهرباء وخطوط الهاتف، وعجز السكان عن إسعاف جرحاهم أو حتى نقلهم الى المستشفيات التي دمر معظمها. ومن المقرر أن يلتقي اليوم وفد من المجلس الوطني السوري في جنيف رئيس منظمة الصليب الأحمر الدولي، لإيجاد حل سريع لوقف المأساة الإنسانية في حمص. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر دعت السلطات والمعارضة في سوريا إلى الاتفاق فورا على وقف لإطلاق النار ساعتين على الأقل يوميا للسماح بتقديم المساعدات للمدنيين وإجلاء الجرحى في المناطق الأشد تضررا مثل حمص. في الوقت الذي ألمحت فيه أمريكا إلى احتمال تسليح المعارضة في سوريا، قائلة إنه "إذا استحال التوصل إلى حل سياسي"، فقد يتعين عليها "التفكير بخيارات أخرى". وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند: "نحن نعتقد أن التوصل إلى حل سياسي لهذا هو أفضل السبل، فإذا استمع الرئيس السوري بشار الأسد لرأي المجتمع الدولي، أو إذا استجاب للضغوط التي نمارسها، فستكون الفرصة ما زالت متاحة للحل السياسي". لكنها أردفت قائلة: "نحن لا نعتقد أنه من المنطقي المساهمة الآن في تكثيف الطابع العسكري للصراع في سوريا. فما لا نريده هو زيادة تصاعد العنف. لكن، إذا لم نستطع أن نجعل الأسد يستجيب للضغوط التي نمارسها جميعا، فقد يكون علينا أن نبحث في اتخاذ إجراءات إضافية".