القاهرة : أعلنت جمعية أطباء التحرير، فى بيان رسمى لها، أن المستشفى الميدانى الموجود بمسجد عمر مكرم، منذ الأربعاء الماضى، ليس تحت إدارتها الطبية، لما وصفوه بالإصرار الغريب لإمام المسجد الشيخ مظهر شاهين على فرض مجموعة بعينها من الأفراد، ووضع الجمعية تحت إدارتهم من النواحى الإدارية والأمنية والتنظيمية للمستشفى الميدانى. وأضاف البيان أن هؤلاء الأفراد، بناء على التعامل سابقا معهم، دأبوا على افتعال المشاكل مع أطباء المستشفى والمتطوعين، فضلا عن العديد من علامات الاستفهام والشكوك حول حقيقة دورهم فى إدارة المسجد، مما اضطر الجمعية إلى الخروج بشكل كامل من المستشفى أثناء أحداث مجلس الوزراء، بالإضافة إلى ظهور بعضهم فى الفيديو المسىء لسطح مسجد عمر مكرم الذى انتشر مؤخرا، وتردد شبهات عن علاقتهم بجهات غير معروفة تعمل على تشويه الثورة والثوار. وأشار البيان إلى أن هذا الموقف المتصلب من خطيب المسجد، يناقض تماما كل ما تم الاتفاق عليه من تسليمه إدارة المستشفى لجمعية أطباء التحرير، التى تعمل كوادرها منذ بداية الثورة فى 28 يناير 2011 وحازت ثقة الجميع، لذلك قررت الجمعية التعامل بأى شكل من الأشكال مع هذه المجموعة، أو العمل تحت إدارتها، رغم وجود بعض الأطباء الذين نعلم نيتهم الصادقة لمساعدة المرضى والمصابين يعملون داخل المستشفى، إلا أن الجمعية ترى أنه يجب ألا يكون هذا العمل تحت إدارة غير سليمة من الملاحظات من أجل الصالح العام. وفى الوقت نفسه أعلن د.أحمد حسين، عضو مجلس نقابة الأطباء، أنه توجه للمستشفى الميدانى بعمر مكرم، بصحبة كل من د.منى مينا، عضو مجلس نقابة الأطباء والإعلامية جميلة إسماعيل، للتأكد مما يثار حول إدارة المستشفى من قبل أشخاص غير مؤهلين ومشكوك فى هوياتهم، حيث تبين أن المستشفى يديرها طبيب أسنان وصيدلى، فى حين أن العاملين بها تترواح أعمارهم بين 18 و23 عاما تقريبا، مضيفا أنه عندما طلبنا هوياتهم أكدوا أن ليس معهم تحقيق شخصية، وأضافوا أن منهم طالبا بالفرقة الثالثة بكلية الطب، وطالبا بكلية صيدلة، بالإضافة إلى فنى مراقب جودة لكنه أفاد أنه سبق وأن التحق بدورة تدريب إسعافات أولية، وآخرون لم يذكروا هويتهم أو مهنتهم وأصّروا على ذلك بدعوى أن المُستشفى ليست ملكاً ولا حكراً على أحد. وأضاف أن الأشخاص المتواجدين حاليا بالمستشفى، حدثت منهم العديد من التجاوزات خلال أحداث مجلس الوزراء التى تسىء إلى صورة الأطباء، والتى كانت مثار شكوك مما اضطرهم إلى الانسحاب من إدارة المستشفى والعمل فى ذلك الوقت، لافتا إلى أن الأطباء فوجئوا فيما بعد بعرض فيديو لأشخاص يقومون بانتهاكات فوق سطح مسجد عمر مكرم، ومنهم من كان متواجد مع الأشخاص القائمين حاليا على المستشفى، مشيرا إلى أنه تم الاتصال بالشيخ مظهر شاهين للتحدث معه فى هذا الشأن لكنه لم يجيب على هاتفه. وطالب حسين بضرورة تحذير المواطنين عند طلب الخدمة الطبية بالتأكد من مقدم الخدمة، مع طلب تحقيق شخصيته عند إثارته للشكوك، لأن ليس كل من يرتدى البالطو الأبيض محل ثقة، كما طالب الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم بتوضيح الأمر للشعب، والتأكد من هوية من يقوم على المستشفى بمسجد عمر مكرم، حتى لا يزج باسمه فى أفعال هو برئ منها وأن يعهد بإدارة تلك المستشفى ومقرها المسجد إلى جهة موثوق فيها. كما طالب بسرعة التنسيق لإنهاء إجراءات تسليم الأدوية والمستلزمات الطبية والتى تُقدر بالملايين والتى تعهد بحوزتها بالمسجد على سبيل الأمانة، وتم الاتفاق عقب أحداث محمد محمود على تسليمها إلى بنك الشفاء لتوزيعها فى أعمال خيرية على الشعب، مع الاحتفاظ بقدر مناسب منها تحسبا لأية تطورات بميدان التحرير، وذلك حتى لا يُزج باسم الشيخ مظهر شاهين فى تصرفات وتجاوزات هو منها براء. وشدد على الأطباء الذين يتوجهون للميدان بدافع واجبهم المهنى والوطنى، رغبةً منهم فى المشاركة أن يتوخوا الحذر ويتأكدوا من هوية من يعملون تحت إشرافهم ومن المكان الذى يعملون به، حتى لا يكونوا ستاراً لتجاوزات تُستخدم لتشويه الأطباء وإثارة ريبة الشعب فيهم.