تخوض تونس مباراة لا تخلو من صعوبة أمام النيجر الجريح في لقاء يسعى من خلاله نسور قرطاج إلى الفوز الثاني على التوالي لحسم التأهل مبكرا لدور ال 8 بكأس أمم إفريقيا التي تستضيفها الجابون وغينيا الاستوائية حتى 12 فبراير المقبل. وأكد مدرب تونس سامي الطرابلسي أن منتخب بلاده يسعى إلى التأهل المبكر بيد أنه حذر لاعبيه من الإفراط في الثقة. وقال الطرابلسي: "صحيح أن النيجر خسرت المباراة الأولى، لكن ذلك لا يعني أنها فقدت الأمل في التأهل، فكل شيء ممكن، والفوز بالمباراة الأولى لا يعني بالضرورة التأهل، لأن خطر الخروج ما يزال موجودا في حال خسارتنا المباراتين المتبقيتين أمام النيجر والجابون". وتابع "الفوز على المغرب في الجولة الأولى سيساعدنا كثيرا في باقي مشوارنا في البطولة لكن شرط تفادي الغرور والاستهانة بالمنتخبات المنافسة". وتخوض تونس مباراتها أمام النيجر بتشكيلتها الكاملة باستثناء مهاجم إيفيان الفرنسي صابر خليفة الذي يعاني من إصابة في الركبة تعرض لها أمام المغرب، وأثبتت الفحوصات التي خضع لها في ليبرفيل أنه يعاني من إصابة في الرباط الخارجي لكنها ليست خطيرة بل تحتاج إلى الراحة بضعة أيام على أن يكون جاهزا للمباراة الثالثة الأخيرة أمام الجابون حسب الجهاز الطبي لنسور قرطاج. من جهة أخرى، يعاني مهاجم الترجي يوسف المساكني من إصابة بالتواء في يده اليمنى، بيد أن الجهاز الطبي أكد أن هذه الإصابة لن تحرمه من المشاركة أمام النيجر. وكان المساكني افتتح رصيده التهديفي مع منتخب بلاده عندما سجل الهدف الثاني في مرمى المغرب بعدما دخل بديلا لمهاجم ماينتس الألماني سامي العلاقي. وتكتسي المباراة أهمية كبيرة للنيجر الوافد الجديد على البطولة والذي سقط لاعبوه ضحايا الضغط الجماهيري ونقص الخبرة في المباراة الأولى أمام الجابون. ويدخل منتخب النيجر المباراة بقيادة الفرنسي رولان كوربيس الذي أشرف على حصته التدريبية امس. وكان الاتحاد النيجري عين كوربيس مستشارا لدى جهازه الفني بقيادة المدرب المحلي هارونا دولا الذي قاد منتخب بلاده إلى إنجاز تاريخي بالتأهل إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية للمرة الأولى في تاريخه وعلى حساب منتخبين من الطراز الرفيع هما مصر حاملة لقب النسخ الثلاث الأخيرة والرقم القياسي في عدد الألقاب (7) وجنوب إفريقيا. وكانت النيجر بدأت مشوارها في المسابقة القارية بالخسارة أمام الجابون المضيفة صفر-2 مساء الاثنين. وبحسب مصدر مقرب من المدرب دولا في تصريح لوكالة فرانس برس، أكد أن الأخير أعرب عن استيائه من تدخل كوربيس في مهامه قبل مواجهة الجابون وأثنائها، مشيرا إلى أن اجتماعا جمع بين الطرفين وبعض مسئولي الاتحاد النيجري تم خلاله تذويب الخلافات بينهما. لكن يبدو أن الاتحاد النيجري وضع الثقة في كوربيس بدلا من دولا الذي اختير أفضل مدرب في القارة السمراء العام الماضي. ولدى سؤاله من "فرانس برس" في هذا الصدد، رفض دولا الحديث عن الموضوع واكتفى بالقول: "ليس لدي ما أقوله سوى أننا نتواجد معا في التدريبات، مضيفا "كلا المدربين يقوم بمهامه بهدف واحد هو إعادة التوازن لمنتخب النيجر وقيادتها إلى كسب أولى نقاطها في المسابقة القارية". لكن الواقع كان شيئا آخر، لأن كوربيس هو من قاد التدريبات وتحدث إلى اللاعبين قبلها وبعدها، كما لم يتوقف عن توجيههم، فيما اكتفى دولا بالمراقبة من خط التماس. يذكر أن تونس والنيجر التقيا مرة واحدة فقط وكانت ودية في 17 مارس عام 1994 وانتهت بفوز نسور قرطاج 4-2 في تونس.