أبدى الفنان دريد لحام تخوفه من أن يتحول الربيع العربي إلى خريف، مشيراً إلى أنه حينما يكون الحوار بالبندقية، والمدفع، لا يمكن أن نعتبره حواراً وإنما دمار، والربيع ليس ربيعاً، بل خريفاً، وذلك عندما لا تتوفر الرؤية الواضحة للمستقبل، كما هو حال العديد من البلدان العربية في هذه المرحلة، لا يمكن أن تسير الأمور على هذا النحو، نسقط الأنظمة ثم نفكر بما سيأتي لاحقاً، كما حصل في كلٍ من مصر وتونس وليبيا، أعتقد أن تلك البلدان ذاهبة إلى المجهول. وفي حوار أجراه معه موقع "سى إن إن" أكد لحام أنه لا يتنبأ بما سيجري في البلدان العربية، بل إنه يبني توقعاته واستقراءاته على معلوماته المتراكمة عن الواقع العربي، مضيفاً أن الإشكال الحقيقي الذي حرم مسرحيته الأخيرة "السقوط" من العرض على مسارح الوطن العربي ليس في قراءتها للواقع، "نحن قلنا في تلك المسرحية كلمة حق، لم نخف فيها لومة لائم"، فكما يقولون: (صديقك من صدقك)، لكن الظرف الأمني الحالي في العديد من العواصم العربية يحول دون استئناف عرضها في هذه المرحلة، ونتمنى أن تعود الأمور للاستقرار لكي نتمكن من عرض المسرحية في أكثر من مكان في العالم، لأن الفن يحتاج إلى حالة مستقرة نوعاً ما. من ناحية أخرى، أكد لحام أنه لا يعرف كيف يستخدم الكمبيوتر بالأصل، قائلا "لا أحب ما أطلقوا عليه اسم وسيلة التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، وبدا لي أنه تسبب في الكثير من المشاكل الاجتماعية، على عكس ما يروّج له، فهناك الكثير ممن اتخذوا منه منبراً للتباهي، وآخرون استخدموه وسيلة عصرية للكذب، والتلفيق، والأذى وترويج الشائعات، والناس بطبيعتها تميلُ لتصديق الشر، وحينما يكون هناك مجال للتصحيح يكون قد فات الأوان. أنا لا أقراً ما ينشر على (فيسبوك) هذا لكنني سمعت ما كتب عني، واعتقد أن هذا الموقع ليس إلا منبراً للتواصل الكاذب، وسامحهم الله على كل حال". لحام أكد أنه يخاف على سوريا في هذه الأيام، وأن مصدر قلقه من الجانب المادي الذي أصبح الأكثر حضوراً وقوةً في المشهد الراهن، أكثر من الانتماء لأي شيء.. مما يدفعنا للخوف على بلادنا من ضعاف النفوس الذين يمكن أن يغيروا انتماؤهم بسهولة بسبب طموحاتهم المادية.