نفى الإسباني سيسك فابريجاس نجم وسط برشلونة ما تردد حول توجيهه إهانة عنصرية تجاه المالي فريدريك (عمر) كانوتيه مهاجم إشبيلية خلال المباراة التي جمعت بين فريقيهما السبت الماضي بالجولة التاسعة من الدوري المحلي. وكانت الواقعة قد أثارت جدلا إعلاميا واسعا في العالم كله، فيما كان هناك جدل آخر على صفحات فيسبوك وتويتر حيث عبر كل من اللاعبين عن وجهة نظره. وكتب فابريجاس على تويتر: "عاصرت أشخاص من مختلف أنحاء العالم ينتمون لجميع الأديان والمذاهب. أحترم الجميع ولا يمكنني إهانة أي شخص لاختلاف الدين أو العرق". "لا يوجد دليل فعلي على اتهامي بسب الإسلام أو العرب. لدي زميل يحمل الجنسية المالية أيضا في الفريق (سيدو كيتا) ورفيقتي لبنانية الجنسية، وأضع وشما على جسدي مكتوب باللغة العربية". وكتب كانوتيه على تويتر: "سيسك فابريجاس تعمد استفزازي وقام بسبي. ألتمس العذر من الجماهير بسبب فقداني للسيطرة على أعصابي والتصرف بعنف". وقال فابريجاس لصحيفة "ماركا" الإسبانية اليوم الأربعاء: "لست قديسا ولا يوجد أي لاعب قديس ولكنني لم أوجه أي إهانة عنصرية لكانوتيه". وأضاف: "كل ما فعلته هو مجرد رد فعل لاعتدائه عليً". وتابع: "نشر الأكاذيب الإعلامية حول إهانتي لديانته كان مقصودا وللأسف انتشرت الشائعة في العالم كله". وكان كانوتيه قد حاول تشتيت ليونيل ميسي أثناء استعداد المهاجم الأرجنتيني لتسديد ركلة جزاء حصل عليها فريقه الكتالوني في الدقائق الأخيرة من المباراة التي أخذت طابعا سياسيا منذ بدايتها. وتلقى كانوتيه بطاقة صفراء فابتعد عن منطقة الجزاء فوجه له فابريجاس "عبارة مجهولة" دفعت اللاعب المالي إلى الاشتباك مع نظيره الإسباني. من جانبها، قالت "ماركا" - نقلا عن بعض لاعبي إشبيلية رفضت الإفصاح عن أسماءهم - إن العبارة التي قالها فابريجاس هي وصف لكانوتيه ب "المسلم الحقير". من هو كانوتيه؟ يفضل أن يُطلق عليه اسم "عمر" ، وأعلن أكثر من مرة أنه معجب بشخصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لذلك أحب أن يُسمى باسمه، أدى العمرة والحج وتبنى العديد من المشاريع الخيرية في مالي، خاصة تلك التي تهتم برعاية الأطفال. يُعرف كانوتيه (34عاما) بالتزامه الديني منذ إشهار إسلامه عام 1999. رفض ارتداء قميص اشبيلية لأنه يحمل شعار شركة راعية تروج لشركة قمار لأنه مُحرم في الإسلام. قررت إدارة اشبيلية السماح لكانوتيه بارتداء قميص لا يحمل الشعار، مما حدا بشركة المراهنات للتبرع لصالح جمعية خيرية إسلامية لإقناع اللاعب بالعدول عن رأيه. شنت بعض وسائل الإعلام هجوما ضاريا على كانوتيه واتهمته بالتشدد الديني خاصة أنه اعتاد السجود بعد تسجيله أي هدف، ونتيجة للانتقاد اشتبك اللاعب مع أحد الصحفيين عقب مباراة جمعت فريقه مع الغريم ريال مدريد في الدوري، حيث سجل كانوتيه هدفا قاد به إشبيلية إلى الفوز وسأله الصحفي بتهكم "ماذا تعرف عن الدين الإسلامي الذي تعتنقه ؟ هل تعتبر أن سجودك بعد تسجيل الأهداف أمرا مقبولا ؟ وكان رد كانوتيه: "أنت صحفي جاهل ولا تعرف شيئا عن الإسلام" ثم دخل غرفة خلع الملابس دون أن يدلي بأي تصريح آخر. وقال فيما بعد: "عندما يسألك مغفل مثل هذا السؤال فردك سيكون قاسيا، فهو لا يعرف الدين الإسلامي وما يحمله من معان سامية ورحيمة". مسجد كانوتيه حاولت إحدى شركات العقار الإسبانية إزالة مسجد بمدينة اشبيلية بدعوى أن عقد الأرض قد انتهى وعليه فقد أصبح من حقها استخدام المسجد لمشاريع أخرى غير دينية. علم كانوتيه بالحدث عن طريق جماعة من المسلمين الذين يقطنون إشبيلية، فاشترى الأرض مقابل نصف مليون دولار لمنع إزالة المسجد. وقال فيما بعد: "شراء الأرض كان واجبا، كان يتحتم عليً القيام بأي شيء للسماح للعديد من المسلمين بمواصلة أداء صلواتهم في المسجد". من هو فابريجاس؟ بدأ اللاعب (24عاما) مسيرته الكروية مع شباب برشلونة وفي 2006 وعمره 16 عاما انتقل إلى أرسنال الإنجليزي وفي أغسطس الماضي عاد إلى بيته القديم بصفقة بلغ مقابلها المادي 34 مليون يورو. مباراة إشبيلية وبرشلونة ذات طابع سياسي عادة ما تأخذ لقاءات إشبيلية وبرشلونة طابعا سياسيا نظرا لأن إشبيلية الواقعة جنوبإسبانيا هي عاصمة الأندلس وكان يطلق عليها اسم "حمص" نسبة لنزول جنود الشام فيها أول مرة. في المقابل، تقع برشلونة في شمال شرق شبه جزيرة أيبيريا على شاطئ البحر المتوسط بين مصبي نهري لوبريجات وبيزيوس، وخلال الحكم الإسلامي اعتاد حكامها على توسيعها باحتلال المناطق المجاورة من بلاد المسلمين مثل جزر الباليار ومدينة فالنسيا ثم أسسوا ما عُرف بمملكة أراجون والتي سيطرت على أجزاء واسعة من البحر المتوسط خلال القرن الثالث عشر الميلادي ووصلوا لمدن في أقصاه مثل أثينا.