تنطلق بساحة الصفاة الكويتية مساء اليوم أول تظاهرة شعبية خالصة 100% تشهدها البلاد بدون أي مشاركة نيابية، تلبية للدعوة التي أطلقها بعض القوى السياسية والحركات الشبابية في محاولة لإيصال رسالة إلى الحكومة بأن ما سيعلن عنه في التظاهرة اليوم هي مطالب شعبية ليس لها صلة بالتنافر السياسي أو الصراع الحكومي النيابي . وتحظي التظاهرة بمباركة كتلتي "العمل الشعبي" و"التنمية والاصلاح" رغم تحذيرات كثيرة وجهها نواب وكتل برلمانية أخرى من خطورة اللجوء إلى الشارع وتداعيات هذه الخطوة على الامن والاستقرار والسلم الاهلي في البلاد. ودعت القوى السياسية والحركات الشبابية المشاركة في اعتصام اليوم جميع المواطنين للنزول إلى الشارع بكل حضارية وسلمية للمطالبة بالاصلاح السياسي ومحاربة الفساد في أروقة الاجهزة الحكومية حتى والمؤسسة التشريعية. الاعتصام حتى تلبية المطالب ومن ضمن المطالب التي سيعلن عنها في الاعتصام اليوم إن الشعب يريد إدارة للدولة نزيهة وأمينة تعيد ثقة الشعب بمؤسساته، إدارة نابعة من خيار الشعب واختياره قادر على محاسبتها وتقويم أى اعوجاج، وهذه الإدارة لا يمكن أن تكون إلا بتحقيق مشروع سياسي طرحه الشباب يتكون من عدة خطوات منها تعديل قانون الانتخاب بحيث تضمن العدالة والنزاهة الكفيلة بوصول مجلس يعبر بحق عن إرادة الأمة وذلك بجعل الكويت دائرة واحدة وفق نظام القوائم والتمثيل النسبي، وتنظيم الفوضى السياسية بقانون ينظم عمل الجماعات السياسية ويراقب أداءها وأنشطتها . تعديلات دستورية كما تطالب التظاهرة بوجود هيئة مستقلة لتنظيم ومراقبة الانتخابات بعيدة عن أي تدخلات من أي أطراف أخرى لها مصلحة مباشرة أو غير مباشرة في العملية الانتخابية، وحل مجلس الأمة والحكومة بعد إقرار تلك القوانين الضامنة لنزاهة الانتخابات لتجري انتخابات مبكرة تفرز مجلسا كفؤا للنظر في التعديلات الدستورية . محاسبة المفسدين وفي سياق الحشد توقع الناطق الرسمي باسم المنظمين يحيى الدخيل مشاركة أكثر من خمسة الاف مواطن في إعتصام الصفاة مساء اليوم والذي ينظم تحت عنوان "الإمارة الدستورية والحكومة المنتخبة"، مؤكدا ان الجهات الداعية "سواء في "نهج" او التيارات السلفية اتفقت على المطالبات والشعارات التي سيتم رفعها في الاعتصام". واعتبر الدخيل في تصريح الى صحيفة "السياسة" الكويتية ان الخلاف على توقيت اقامة الاعتصام "ليس خلافا جوهريا"، مبينا ان "شباب التغيير والتطوير سيشاركون في اعتصام الاربعاء 21 الجاري وسيدعمون اي تحرك يهدف الى الاصلاح ومحاسبة الفاسدين والمفسدين". وعلى الصعيد الأمني ضاعفت وزارة الداخلية جهودها لمنع أي تجاوزات ومسيرات تصاحب هذه التجمعات والتصدي لها منذ البداية، حتى لا يتكرر سيناريو إغلاق الشوارع وإثارة الفوضى كما حدث في تجمعات سابقة . وكشفت مصادر أمنية أن اجتماعا عقد بين القيادات فى وزارة الداخلية الكويتية أسفر عن إجراءات جديدة مشددة لمنع التجمع في ساحة الصفاة، واعتبارها خطاً أحمر، مع السماح للمتجمعين بالتواجد داخل ساحة المجلس البلدي، للاعتصام أو القاء الكلمات، وأن التعليمات الأمنية واضحة وصريحة بمنع أى مسيرات تخرج من ساحة المجلس البلدي باتجاه مجلس الأمة أو قصر السيف، لما تسببه المسيرات من عرقلة لحركة السير وإثارة للفوضى وإغلاق للشوارع، وأن رجال الأمن سيعملون على منع المسيرات بالتفاوض والحكمة، وفي حال عدم الاستجابة لهم وإصرار المتظاهرين على الخروج في مسيرات، فسوف يشكل رجال الأمن أمام المتظاهرين مجموعات كبيرة لمنعهم من التقدم.