مع سرية جلسات محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجلية والعادلي وكبار معاونيه، والتي سيتم خلالها الاستماع إلى شهادة المشير حسين طنطاوي والفريق عنان واللواء عمر سليمان ووزيري الداخلية الحالي والسابق، تقدم "بوابة الأهرام" نصا وجزءا بالفيديو من خطاب للمشير في أكاديمية الشرطة قبل حوالي 4 أشهر تحدث فيه عن موقف الجيش من إطلاق النار على المتظاهرين. ويمكن أن يقدم هذا النص ملامح عن الشهادة التي سيدلي بها المشير يوم الأحد أمام المحكمة. فبعد التطور الدراماتيكى لأحداث قضية اتهام الرئيس السابق وابنيه والعادلى ومساعديه بقتل الثوار، بات السؤال الذى يشغل بال الجميع .. هل أصدر مبارك قرارا بقتل المتظاهرين ؟، خصوصا وأن كل الشهادات السابقة لتسعة شهود من ضباط الداخلية بمختلف الرتب قد تراوحت بين محاولة تأكيد الاتهام على العادلى ومعاونيه أو نفي هذا الاتهام. ولم تصل إلى اتهام مبارك مباشرة وهو ما يفرض العودة إلى ذلك اليوم، حيث لم يكن فى اجتماع الرئاسة سوى الرئيس السابق وعمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق، ووزير داخليته المتهم حبيب العادلى، وربما جمال الابن المتهم والمشير طنطاوى بصفته وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة. جاء استدعاء المحكمة للمشير والفريق سامى عنان رئيس الأركان الذى كان موجوداً يوم اندلاع ثورة 25 يناير فى زيارة رسمية لأمريكا قام بقطعها ووصل لاحقاً ليتابع الأحداث المندلعة فى مصر والنائب السابق لرئيس الجمهورية عمر سليمان. الآن الجميع ينتظر شهادة المشير ويتساءلون عن محتوى الشهادة التى يمكن أن توجه قضية قتل المتظاهرين الى منحى مختلف، فإما تؤكد الاتهام على المتهمين أو تنفيه عن أحدهم وتثبته على الآخرين. ولأن النشر سيكون محظوراً فى هذه الشهادة منذ الأحد إلى الخميس المقبلين، قد يكون من المفيد العودة إلى الخطاب العلنى الوحيد الذى أدلى فيه المشير مباشرة، وكان ذلك فى حفلة تخريج دفعة من طلبة كلية الشرطة. وربما نقرأ ما بين السطور أو نستنتج ما يقوله المشير فى شهادته حول الأمر بإطلاق النيران على المتظاهرين، حيث قال فى شهادة اختيارية للتاريخ قبل أن تطلبها المحكمة: "إحنا الحمد لله ربنا وفقنا وده ما كانش قرار فردى .. ما كانش قرار عشوائى، لكن.. كان فى منتهى الصعوبة وإحنا اجتمعنا فى ذلك الوقت وأخدنا آراء بعضينا، والشىء المشرف أن كل مجموعة المجلس الأعلى للقوات المسلحة كلها كان القرار بتاعها. لا لا لن نفتح نيران على الشعب ..وكان هذا هو القرار". وهنا تعالت أصوات التصفيق فى القاعة من جميع الحضور.