دمشق : - أفادت التنسيقيات المحلية في سوريا بأن قوات الأمن السورية قتلت عشرة أشخاص في حمص وثلاثة في بلدة القصير الحدودية مع لبنان. وأفادت قناة الجزيرة بأن أكثر من 500 شخص عبروا الحدود السورية إلى لبنان قادمين من مدينة القصير السورية بمحافظة حمص، في حين لا يزال الجيش يتمركز عند أطراف مدينة البوكمال قرب الحدود مع العراق. وكانت مصادر قالت في وقت سابق إن الهدوء النسبي عاد إلى مدينة حمص بعد أحداث عنف خلفت مقتل ثلاثين شخصا خلال 24 ساعة، في حين حذر ناشطون سوريون من محاولة النظام إثارة فتنة طائفية بعد هذه الأحداث. ويأتي ذلك بينما كشفت الرابطة السورية لحقوق الإنسان أن قوات أمنية وعسكرية ما زالت تنفذ عمليات في منطقتي الزبداني وقطنا. وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم الريحاوي لوكالة الأنباء الفرنسية إن قوات الأمن تدخلت في حمص ووضعت حدا لأعمال العنف، معتبرا أن ما حدث مساء السبت "مؤشر خطير للتفتت" الذي يهدد المجتمع السوري، في حال لم يتم التوصل إلى حل للأزمة الراهنة. من جهتها، كشفت نفس المصادر الحقوقية ليونايتد برس إنترناشونال أن بعض المحال التجارية والحركة بدأت تعود إلى أحياء الخالدية وعكرمة في حمص. وأوضح رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في وقت سابق أن المواجهات بحمص بدأت مساء السبت باستخدام العصي قبل أن يتم اللجوء إلى استخدام الأسلحة النارية مما أسفر عن مقتل ثلاثين على الأقل من دون تدخل قوات الأمن. وقال إن المواجهات انطلقت من حي حضارة ثم انتقلت إلى عدد من الأحياء، مشيرا إلى أن المواجهات اندلعت بعد مقتل ثلاثة من الموالين للنظام اختطفوا من قبل مجهولين الأسبوع الماضي واستلمت جثثهم المشوهة من قبل ذويهم السبت. وأشار إلى أن هذه المواجهات تشكل تحولا خطيرا في مسار الثورة السورية، وتخدم مصالح أعداء الحراك الشعبي بتحويل مسار المواجهات إلى حرب أهلية. من جهة ثانية، قال الريحاوي إن قوات أمنية وعسكرية ما زالت تنفذ عمليات في منطقتي الزبداني (جنوب) وقطنا (25 كلم جنوبدمشق). وقال أيضا إن القوات الحكومية نفذت عمليات اعتقال واسعة في منطقة الزبداني وعملت على إغلاق المدينة وفصلها عن بلدتي عين حور وسرغايا الملاصقة للحدود اللبنانية. وأضاف أنه بمدينة الزبداني التي شهدت مظاهرات ضخمة ضد النظام، قام العسكريون "بتفتيش المنازل واعتقلوا أكثر من خمسين شخصا". كما شن الجيش حملة اعتقالات واسعة في قطنا، واعتقل الكاتب علي العبد الله. وقال الريحاوي إن السلطات اعتقلت خمسمائة شخص بينهم علي العبد الله وولده عمر من منزله، مشيرا إلى أنه لم يشترك بأي مظاهرة كونه خرج منذ يومين من المستشفى بعد إجراء عملية جراحية في القلب. المصدر: الجزيرة + وكالات