أنطاليا:- افتتحت أعمال مؤتمر قوى المعارضة السورية في مدينة أنطاليا التركية، وسط مشاركة عدد من الناشطين السوريين الشباب من الداخل، الذين تحدثوا عن معاناتهم على يد نظام الرئيس بشار الأسد. يهدف الاجتماع إلى توحيد صفوف المعارضة وصياغة خطة من أجل الإصلاح الديمقراطي في سوريا، بحسب بيان رسمي. ويعتبر هذا المؤتمر أول تجمع رسمي للنشطاء منذ بداية انتفاضة شعبية مناهضة لحكم نظام الرئيس السوري بشار الأسد قبل 10 أسابيع. ويضم المؤتمر طائفة واسعة من شخصيات المعارضة الذين طردوا إلى الخارج خلال العقود الثلاثة الماضية، من الإسلاميين الذين سحقوا في الثمانينات إلى المسيحيين الذين فروا من الاضطهاد. وهتف عشرات من المشاركين في المؤتمر بشعارات تطالب بالإطاحة بالرئيس الأسد، وقالوا إن الحملة التي تشنها الدولة على الاحتجاجات التي تقول جماعات حقوقية إنها أودت بحياة أكثر من ألف مدني ستعجل بنهاية حكم عائلة الأسد الذي مضى عليه 41 عاما. الاخوان .. يظهرون في المشهد وقال ملهم الدروبي، عضو مجلس قيادة الإخوان المسلمين، إن "الهدف هو الخروج بخارطة طريق لتحرير سوريا من القمع ومساندة الثورة من أجل الحرية والديمقراطية". وأكد الدروبي أن المؤتمر لن يشكل مجلسا انتقاليا على غرار المجلس الذي أنشأه الثوار الليبيون الذين يقاتلون القذافي، وذلك بسبب المخاطر التي ينطوي عليها تسمية المعارضين الذين ينشطون في سوريا وبعثوا بممثلين عنهم إلى الاجتماع. ورفع المشاركون في المؤتمر العلم السوري الذي كان قائما قبل حكم حزب البعث، والذي يتكون من الألوان الأخضر والأبيض والأسود، وهتفوا "بشار مصيرك لاهاي"، في إشارة إلى المحكمة الدولية. من جهته قال جان عنتر، ممثل الحركة السريانية في سوريا، إن الاجتماع الذي يضم 300 مندوب من مختلف الطوائف والأقليات لا يقر زعم الحكومة أن الأسد، الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية في سوريا، هو وحده الذي يمكنه حماية تنوع البلاد. هذا ويشارك في الاجتماع أيضا شبان من ناشطي الداخل السوري، الذين حضروا لينقلوا مشاهداتهم ومعاناتهم أمام المؤتمرين وأمام وسائل الإعلام، مؤكدين عزمهم على العودة إلى قراهم ومدنهم مهما كان الثمن. وأشار أحد هؤلاء، وهو الشاب ضياء الدين دغمش من دمشق، إلى أنه شارك في الاعتصام أمام وزارة الداخلية الذي طالب بإطلاق سراح سجناء الرأي في 16 مارس، مؤكداَ أنه اعتقل وتعرض لضرب بشكل وحشي في ساحة المرجة في دمشق من قبل العشرات من عناصر قوات الأمن. يشار إلى أن الرئيس بشار الأسد قد أصدر أمس عفواً عاماً عن كافة المعتقلين السياسيين في السجون السورية، في تلميح إلى عدم رغبته في التوصل إلى حل عنيف للاحتجاجات الشعبية. لكن المجتمع الدولي طالبه الأربعاء بالمزيد من الخطوات على هذا الطريق.