استقبل الدكتور نبيل العربى وزير الخارجية مساء أمس جون كيرى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكى وقال كيرى عقب اللقاء إنه تم بحث الأوضاع فى مصر والعلاقات مع الولاياتالمتحدة فى المستقبل مؤكدا على التأييد الأمريكى لمصر، مضيفا أنه تم أيضا بحث الأوضاع فى ليبيا والبحرين والتحديات التى تواجهها منطقة الشرق الأوسط. وأضاف كيرى أن هناك تركيزاَ أمريكيا حاليا على الأوضاع الإنسانية فى ليبيا، مؤكدا أن العملية العسكرية الغربية التى تتم حاليا ليس هدفها إزاحة القذافى، بل إن الجهود تتم بهدف حماية المدنيين والشعب الليبيى الذى يقوم القذافى بقتلهم، مضيفا، أننا نحتاج الآن إلى الدبلوماسية والمبادرات الجديدة من أجل محاولة حل المشكلة الحالية على المدى البعيد. ورداً على سؤال حول إمكانية أن تقوم الولاياتالمتحدة بإلغاء بعض الديون على مصر قال كيرى لقد تقدمت بمشروع قرار مع جون ماكين من إنشاء صندوق للتمويل لمساعدة مصر فى إقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة الحجم من أجل خلق المزيد من فرص العمل حتى يسيير الاقتصاد إلى الأمام خاصة أن الاقتصاد المصرى يعانى حاليا. وأشار كيرى إلى أن المصريين هم الذين سيقومون بأيديهم ببناء اقتصادهم والسير به للأمام للخروج من الأزمة الحالية مؤكداَ أنه استمع إلى آراء المسئولين المصريين حول هذا الموضوع. كما تم تقديم تلك الرؤية إلى وزيرة الخارجية الأمريكية خلال زيارتها الأخيرة لمصر وسنبحث الأمر فى الولاياتالمتحدة التى ستبذل قصارى جهدها من أجل مساعدة الاقتصاد المصرى لأنها تريد أن تحقق مصر النجاح. ورداً على سؤال حول حجم ثروة الرئيس السابق حسنى مبارك فى أمريكا، قال كيرى إن ما قيل عن ثروته خطأ لفظى خلط بينه وبين الزعيم الليبيى القذافى، مؤكدا أن القرار يعود للحكومة المصرية فى المطالبة بتجميد أموال الرئيس مبارك وهو ليس قرار الولاياتالمتحدة، فهناك حكومة سيتم اختيارها عقب الانتخابات القادمة فى مصر وستحدد تلك الحكومة اختياراتها وسنحترم نحن ذلك. وردا على سؤال حول ما إذا كان ما يحدث فى ليبيا الآن، هو نفس السيناريو العراقى، نفى كيرى ذلك مؤكداً أنه لا يوجد أى رغبة لدى الولاياتالمتحدة لوضع قوات أمريكية أو أجنبية أخرى على الأرض فى ليبيا أو أى دولة عربية أو إسلامية أخرى. وأعرب عن أمله فى أن يكون البعض قد تعلم الدرس فنحن نريد أن تتمتع الشعوب بالحرية وأن تختار بإرادتها وتعترف حكوماتها بتلك الاختيارات، وإذا كان الشعب الليبي قد قرر التغيير فإن الأمر متروك له ونحن لا نريد أن نرى المدنيين الأبرياء يقتلون أحيانا بأيدى قوات مرتزقة، مشيرا إلى أن المصريين نجحوا فى الوصول إلى التغيير بشكل سلمى مما يعطى نموذجا لتكرار ذلك فى حالة وجود قيادة مستعدة لاتخاذ قرارات مسئولة فقد كان الشعب المصرى يريد رحيل الرئيس مبارك وهو فى النهاية قرر التنحى واحترم الحقوق المدنية ومطالب الشعب.